النجاحات الصغيرة

النجاحات الصغيرة
ما نشاهده هذه الأيام وفي الفترة الأخيرة من تسارع وتيرة الإنجازات والإصدارات والإختراعات والثورة في كل شؤون الحياة .
وما صاحب ذلك من تقدم الإنسان وترقّيه في مدارج الخدمات المادية والوسائل الحضارية .
وما شارك به العالم من المساهمات الحرة في تقديم هذه الإنجازات الإنسانية لهو الصورة والدعوة الحقيقية الحيّة لإستنهاض الهمم الإنسانية والطاقات والقدرات والمواهب في كل إنسان وفي كل أسرة وفي كل بيت وفي كل حي أو قرية أو ريف ! .
والتفكير في تقديم مساهمات في خطوط الإنتاج الإنسانية ليس ترفاً ولا متعة عابرة كلا ! ، وإنما هو فرض إنساني على كل إنسان يتنفس الهواء والشرب الماء ويأكل الغذاء أن يشارك في هذه الإنجازات بتقديم ما لديه من مواهب وقدرات وطاقات ومهارات ويحاول جاهداً أن يزيد في سرعة جريان ومنسوب المياه في نهر الحياة الهادر الجميل ولو قطرة من الماء ! .
بعض الناس يرى نفسه قليل الحيلة ، عديم الفائدة وليس لديه ما يقدمه للناس والعالم، فهو ينزوي بعيداً .
وربما أكثر من النقد والتذمر ، وربما أهمل كل الأحداث والوقائع وأنشغل في نفسه وأكله وشربه وزوجه وأهله!.
والناس في تقييم قدراتهم ومواهبهم وطاقاتهم يتفاوتون حقيقة وخيالاً وبعداً وقرباً وحقاً وصدقاً ! حتى على ما يطيقون من الفساد والإفساد !
هكذا أحوال الناس لمن صبر أغوارهم وأقترب منهم وعاملهم وعاشرهم .
وهم حقيقة يشبهون إلى حد كبير عندما ترى طريقاً وعراً ! والناس يجدون المشقة في السير فيه ،
فطلبت منهم القيام بتعبيده ورصفه وتجميله والتعاون في ذلك ؛ لوجدت أكثرهم يخذلك ويتخاذل ظاهراً وباطناً ! وربما اتهمك في عقلك ودينك !
لكن أستعن بالله أنت وبعض الجادين العاملين الفاعلين معك ، وأتمم تعبيد وتجميل الطريق ثم قل لهم : تفضلوا سيروا فيه!
لساروا فيه شاكرين حامدين !.
إن الناس يملكون الطاقات والقدرات والملكات والمواهب العجيبة والعظيمة والفريدة ، والله تبارك وتعالى وزّع عليهم تلك الملكات والطاقات والقدرات والمواهب توزيع العدالة والمساواة والتكامل بينهم.
وحتى يقوم كل صاحب قدرة بالمطلوب منه ،
وما هو أهل لذلك لكي تكتمل الحياة وتتحرك عجلتها …
إننا كبشر قادرون على تحديد أهدافنا مع الله تعالى ومع أنفسنا ومع حياتنا ثم قادرون على تحقيق تلك الأهداف والمقاصد إما كلها أو بعضها وهذه حقيقة صورة من صور النجاح ؛ فالنجاح هو التأكد من تحقيق أهدافك التي خططت لها ورسمتها في حياتك فأنت ناجح بهذه المقاييس والمعايير .
وما نراه ونشاهده من نجاحات كبرى للشركات والمؤسسات والأفراد ،
أصلها و بدايتها هي نجاحات صغيرة وصغيرة جدا في أمور بسيطة ومحدودة ثم كبرت مع الزمن ومع التوسع فيها وتكبيرها .
فهذا صاحب شركة كنتاكي كانت لديه فكرة بسيطة تتمثل في خلطة يضعها على الدجاج ويحاول تسويقها للناس فانظر أين وصلت الفكرة وتطبيقها وتقديمها الخدمات للناس ؟! وكيف غطت تلك الشركة كل القارات ؟!.
وهذا مخترع المذياع والكهرباء والهاتف والتلفاز والطائرة والسيارة وغيرهم كانت لديهم حقيقة فكرة بسيطة ومحدودة إنتهت بشركة كبرى ومؤسسة لا تغيب عنها الشمس ولدى الجميع منكم أخبار وأخبار عن نماذج كثيرة وكبيرة هي الآن ملء السمع والبصر …
ولا نذهب بعيدا عن تجارب تجار ورواد أعمال عندنا في مملكتنا الحبيبة ؛ يقول أحدهم وهو صاحب شركة مأكولات كبرى : كانت البداية بسيطة ومتواضعة حتى أن بعض الأعمال والوجبات والبهارات نعدها في مطبخ المنزل !. واليوم فروع الشركة في أكثر مدن المملكة!.
ويقول أحدهم : بالنسبة للبدايات كانت كما هو معروف بسيطة ومتواضعة جدا ؛ بدأت العمل في محل صغير لما يعرف ب ( أبو ريالين …) ، وتعرض المحل للخسارة ثم الديون ! والحمد لله رب العالمين لدينا اليوم عدد من الفروع على مستوى المملكة!.
حقيقة الأفكار والمشاريع لا تنتهي ؛ وها نحن نشاهد شركات صغيرة تكبر ، ومؤسسات تزداد ، وشباب وشابات يتحركون في ميدان الحياة ، وهم يفكرون ويخططون ويقررون ويعملون وينجحون !.
إن الشباب والشابات إذا عرفوا الحياة وما فيها من الفرص الصغيرة أوالكبيرة ، وعرفوا ما لديهم من المعلومات والمعارف والمهارات الحياتية والشهادات العلمية
وأمتلأوا شجاعة ثم قرروا البداية ؛ فالبدايات الصغيرة ليست مشكلة بل هي البداية المميزة والرائعة والانطلاقة الأولى نحو
تأمين الاحتياجات الضرورية والمتطلبات الأساسية له ولأسرته الكريمة ، ثم التطوير والتحسين الدائم والمستمر والهمة العالية سوف يصلوا إلى تحقيق أحلامهم وأهدافهم بإذن الله تعالى.
البدايات في أي عمل شريف مدني حكومي أو عسكري أو عمل في شركة أو مؤسسة وتوفير الاحتياجات الضرورية والأساسية
وبناء أسرة صالحة طيبة كريمة
وتوفير السكن والمأكل والمشرب والملبس وبقية الاحتياجات هذا هو النجاح الحقيقي !.
فعلى كآفة شباب وشابات المملكة أن يفتشوا عن طاقاتهم ومواهبهم وقدراتهم وما وهبهم الله تعالى من الملكات والمواهب ثم يحاولوا توظيفها في مصانع الحياة الجميلة ، وهم واثقون من أنفسهم وهم مجتهدون في تحويل الأحلام والأفكار والنجاحات الصغيرة إلى خدمات ومنتجات مميزة ؛ فسيأتي يومٌ قادمٌ قريبٌ تصبح فيها تلك النجاحات الصغيرة شركات ومؤسسات ناجحة .
وبذلك يكون الجميع قد ساهم في نهر الحياة الزاهر والزاخر وأضاف على حياة الناس الفكر والعمل المنتج
وقدم ما يستطيع في سجلات العاملين الفاعلين الفالحين.
فالقادم لهم هو الأفضل والأجمل والأحسن بإذن الله تعالى…
المصلح والمستشار الأسري
د. سالم بن رزيق بن عوض.
أنت كاتب مبدع د . سالم
لافض فوك👍
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذة القديرة والكاتبة المبدعة
ابتسام الجبرين
شكرا شكرا لكم على مروركم الجميل
وجزاكم الله تعالى عنا خيرا …
دكتور سالم رزيق لعلك أحد أبرز المشرفين في العمل القيادي التربوي ولك من التجارب الرائدة في مادة الفيزياء بالمرحلة الثانوية وحققتم جوائز محلية ودولية أخذتم بأيدي العديد من الطلاب الموهوبين فأنت المعني في تحقيق هذه الأهداف وبدوري أهنئكم على كل ما احتواه مقالكم الذي ينم عن تجربة تطبيقية متمنيا أن نراها وقد اكتملت مطلباتهم لصالح شباب وشابات الوطن دمتم موفقين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سعادة نائب رئيس تحرير صحيفة آخر أخبار الأرض
والكاتب الصحفي القدير والمربي الفاضل
الأستاذ محمد حامد الجحدلي
شكرا شكرا لكم على مروركم الجميل
وجزاكم الله تعالى عنا خيرا…