فك الجلنط !

احمد العوفي
فك الجلنط !
الجلنط، أو الهاند بريك، أو المكابح اليدوية، مسميات متعددة لأداة واحدة في جميع السيارات، وأظن حتى الطائرات، مهمتها تثبيت السيارة ومنعها من الإنزلاق ، الأمر الذي يجعل تحريكها، أو زحزحتها من مكانها صعب جدًا على ” شمشون ” و حتى على ” سلمان خان “!!
حتى نحن بني آدم ، لدينا ” جلنط” أو ” هاند بريك” نشده و نسحبه متى ما أردنا؛ لنثبت به الأفكار و الآراء و السلوك و المشاعر، و المعتقدات في العقل و القلب ، وأحيانا تكون هذه التركيبة، خليط يؤثر بشكل سلبي ، فتحتاج لتعديل أو تغيير من خلال شخص قادر على التأثير، يمتلك مقومات الشخصية المؤثرة، و الذكاء في استخدام قوانين و استراتيجيات التأثير و التي منها على سبيل المثال لا الحصر ” لا تدفع بقوة، بل حرر المكابح” ، و فكرتها لنعدل أو نغير رأي أو سلوك أو قناعة، فلنبدأ بزعزعتها، و خلخلتها، والتشكيك فيها بأسلوب لطيف، وهادئ ، أفضل من إعطاء المعلومات الكثيرة، و تكثيف الوعظ، و توجيه النصائح بشكل دائم و مستمر، والذي قد لا يكون له تأثير قوي، و إلا لكانت الصور على أغلفة أبكات الدخان أقوى مؤثر للإقلاع عنه !!
أدعوك أخي القارئ لتأمل قصة الشاب الذي جاء للنبي صلى الله عليه وسلم وطلب أن يأذن له رسول الله في الزنا، وكيف تجلت حكمة المصطفى عليه صلوات ربي، و حاول أن تستنتج استراتيجية ” لا تدفع بقوة بل حرر المكابح”.
كاتب رأي وإعلامي