وصية (أب ) (لابنه ) العريس

إن بداية أول يوم من أيام زواجك يا بني كان وما زال يذكرني بذكريات الفرحة الكبيرة والجميلة بولادتك وقدومك إلى عالم الدنيا ؛ كم كانت لحظات الفرحة والسرور والسعادة والأمل والحبور تغمرني وتغمر أمك الزوجة الصالحة الكريمة!
وحقيقة لحظات السعادة بقدومك إلى دنيانا لا تقل فرحاً وسروراً عن يوم زواجنا الجميل الذي يشبه يوم زواجك !
فأسارير الفرح على وجه والدي العزيز ،وكذلك على وجه وعيون والدتي العزيزة والحبيبة، كانت الزغاريد لا تمل من لسانها وعيونها، وكانت الحركة السعيدة في الذهاب والإياب والإعداد والتجهيز لكل شيء من متطلبات الزواج ، حتى أنها كانت تقول : لا تذهب بعيداً عني ! وكن قريباً مني ! لا تختفي عن نظري ! فأنا أريد أن أشبع من رؤيتك هذا اليوم وهذه الليلة !!
كل شريط ذكرياتي الطويل والقديم أثارها زواجك اليوم ! وأنت في يوم زواجك الأول تذكرت كل هؤلاء الأحباب والأصحاب والأقارب والأرحام والأصهار لأنني أرى فيك نفسي ومستقبلي القادم بإذن الله تعالى.
وأنت أيها العريس اليوم الشاب المليء بالشباب والحيوية تخطو خطواتك الأولى في مشروع زواج سعيد وحميد ورشيد وفريد بإذن الله تعالى ، وعمل نراه نحن عبادة وقربة عظيمة يتقرب بها كل الشباب والشابات إلى الله تعالى .
ويحتاج الزواج منهم ليصل بهم إلى درجة الأجر والثواب العظيم الإخلاص لله تعالى في هذه العبادة ثم متابعة هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ؛ وألا نبدأ حياتنا الزوجية السعيدة بالمعاصي والذنوب وكل ما يغضب الله تعالى ولا يرضيه.
مرحلة الزواج في حياة الإنسان مرحلة تحقيق احتياج فطري إنساني عظيم؛ ولا يمكن للإنسان السوي العاقل ؛ أن يتجاوز هذا الاحتياج ، وذلك الصريخ العظيم لصوت الفطرة في بدنه وجسمه فهو أسير لما فيه من الشهوات والرغبات الجنسية والتي شرع لها الرحمن تبارك وتعالى سبيل الزواج الحلال فقط وشرع الشيطان الطرق الملتوية الشيطانية لإفراغها والتخلص منها ! .
لذا كانت الاستجابة لنداء الفطرة في احتياجات الجسم الشهوانية والجنسية مطلب فطري إنساني ديني ودنيوي كذلك ، وإشباع هذا الاحتياج من مظآنه الصحيحة كما يحب ربنا
وخالقنا ورازقنا وكما أوصى بذلك سيدنا ونبينا وحبيبنا ورسولنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم قائلا للشباب والشابات:
( يا معشر الشباب من أستطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ).
فإلى ابني العريس الشاب الجميل الزوج الجديد هاك بعضاً من وصايا زوج قديم وقلب أب محب ودوود مشفق عليك في رحلتك الزوجية السعيدة :
الوصيّة الأولى: الزواج والزوجة نعمة من نعم الله الكبرى عليك ! فعليك مقابلتها بحمد الله وشكر الله تعالى وحده .
الوصيّة الثانية: حقيقية الزواج عبادة وقربة لله تعالى الذي شرع وسن وحث ورغب فيها وأمر أن يكون على هديه وشريعته ، وهو طريق الرحمن في قضاء الوطر وافراغ الشهوات والاحتياجات الفطرية .
الوصيّة الثالثة: وأنت تدخل هذا العالم الجميل والجديد لأول مرة ! فعليك أن تتسلح بالعلم والمعرفة والقراءة والإطلاع على الحقوق والواجبات والآداب والأخلاق الفاضلة للزوج والزوجة .
الوصيّة الرابعة : التعرف على واجباتك تجاه زوجتك كاملة من النفقة والكسوة وتوفير المآكل والمشارب والملابس والمسكن الهادئ المطمئن والذي تشعر فيه الزوجة بالأمن والأمان والمعاشرة بالمعروف والإحترام والتقدير والصبر والتحمل.
الوصيّة الخامسة : الاطلاع على أنماط الشخصيات من خلال القراءة أو الدخول في دورات تدريبية ليتعرف كل زوج على شخصية الزوج الآخر .ولكي يتعرف على كيفية التعامل معه.
الوصيّة السادسة : المعاشرة بالمعروف والتفاعل والمشاركة في أكثر الشؤون الحياتية داخل المنزل كالتعاون في إعداد أو التهيئة للطعام أو الشراب أو حتى تنظيف وترتيب للمنزل .
الوصيّة السابعة : إحسان العبارات والألفاظ والمدح والثناء للزوجة في المنزل بشكل عام في كل الحالات والتخلق بالفضائل من الأخلاق.
الوصيّة الثامنة : ممارسة الطاعات والعبادات والقربات بصورة جماعية كالصلاة معاً ، وقراءة القرآن الكريم معاً وقراءة الأذكار كذلك .والذهاب لزيارة بيت الله تعالى ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الوصيّة التاسعة : الإحسان في الصلة والتواصل بينك وبين الزوجة الصالحة الكريمة وأهلها ، بالزيارات والسلام الدائم لهم.
الوصيّة العاشرة : الاحترام والاهتمام والتقدير بين الزوجين الكريمين مطلب ديني ودنيوي عظيم ؛ فعلى الزوج أن يظهر للزوجة وعلى الزوجة أن تظهر للزوج هذه الجوانب من الاحترام والاهتمام والتقدير والدعاء كذلك بالهداية والإستقامة والصلاح والبركة والذرية الصالحة والحياة الزوجية والأسرية السعيدة.
اللهم بارك لهما وبارك عليهما واجمع بينهما في خير…
اللهم أرزقهما الحياة الزوجية السعيدة والذرية الصالحة.
آمين آمين آمين يارب العالمين.
د. سالم بن رزيق بن عوض.
المصلح والمستشار الأسري
جزاك الله خير يادكتور
نصائح مهمه جدا وقد احلت الرابط لأبنائي للفائده
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حبيبنا الغالي أبا عبدالعزيز
شكرا شكرا لكم على مروركم الجميل
وجزاكم الله تعالى عنا خيرا…
ووفقكم الله تعالى لما يحبه ويرضاه.
وبارك لك الله تعالى في العمر والمال والأهل والولد
آمين آمين آمين يارب العالمين…