كُتاب الرأي

رتّب  حياتك 

في لحظات  الحياة المختلفة  تغلب على الإنسان العادي والعبقري  قانون  الفوضى  ! نعم  قانون  الفوضى !  كما  أن  النظام  والتنظيم  والترتيب  هو  القانون  الصارم للحياة  في كل مساحاتها ومسافاتها  ، وفي كل أجزائها  وأبراجها ،  ومن  الذرة  الصغيرة  إلى المجرة  !  ،  فالفوضى  بصورها المختلفة  والمتباينة   هي  عكس  ذلك  كله  ،  فهي  في حقيقتها  قانون  لكن  ذلك   القانون  لها  وحدها  هي  ! !.
ساعات  النظام  والتنظيم والترتيب  والحمد لله رب العالمين  يغلب على بعض   الساعات والأيام  والليالي   من  الأسابيع والأشهر  التي  نحيا   بها  !  ومع   ذلك يوجد  في خط  سير حياتنا  اليومية  عدد من  الفجوات والغفلات والأخطاء والخطايا التي  تحتاج  منا  إلى  الوقوف والتفكير  العميق والتأمل  والسعي  الحثيث  إلى إيجاد الحلول الإيجابية.
في طريق الحياة  اليومي  ربما  نلتقي بآخرين  في منتهى النظام والتنظيم والترتيب  في حياتهم العملية التطبيقية،  وقد يكونون كذلك  في حياتهم الأسرية والعائلية والاجتماعية  ، وقديماً  قالوا : الكتاب   يظهر  من  العنوان  !
وهؤلاء   لهم  أثر   كبير  في حياة  بعضنا ؛  فهم  يقدمون النموذج والمثال  الذي  يجب  علينا التفكير  فيه ،  ومحاولة  مراجعة جميع  السلوكيات والتصرفات التي كنا  نقوم  بها  ،  ثم  محاولة  التقليد  والمحاكاة   لها  !.
وهناك  نماذج وصور  ومشاهدات  في آخرين  ؛ هم مثال لقانون الفوضى  الذي  ذكرناه في بداية  حديثنا !  من عدم  الإلتزام بالأنظمة والقوانين!  كذلك  عدم  الاهتمام بالشكل الخارجي  لهم !  عدم  الاهتمام  بالعمل  والترتيب   فيه  ! عدم الاهتمام  في  اللباس والطيب  والكلام   الحسن  الجميل !
وربما   بعضهم   لا يسلم  الناس من بذاءة  لسانه وسوء ظنه وجنانه ! مع   الإسراف  في هدر  الغالي  في  الأشياء الرخيصة.
ومع  كل  تلك  النماذج  والصور  الإيجابية والتفاؤلية  أو السلبية السوداوية،  فإن ترتيب الإنسان  الحقيقي  لنفسه هو  البداية الصحيحة السليمة في  هرم  ترتيب الحياة !فكلما   اجتهد  الإنسان الحقيقي  وسعى  في  معرفة مساحات ومسافات نفسه  ومكانة  تلك  النفس وأنها  عزيزة  وغالية  كلما  بادر  واهتم  بها  وجعل  لها  الأولوية  !.
لذلك   نحن  أمام  ما  يسمى  ترتيب  وتنظيم  دورة  الحياة  للإنسان   الطبيعي  السوي   ،  إذا  عرف  وفهم وعلم  هذا  الإنسان الحقيقي   أنه الغالي  في هذه الدنيا  وفي  هذه  الحياة  و  على ظهر هذا   كوكب الأرض الجميل   !
  وكل  ما   يُجّمل   وجه  السموات  مسخر  له  هو  وحده ! فهو  الخليفة  في كوكب الأرض الجميل  !.
إن  دورة  ترتيب وتنظيم  حياتك  أيها الإنسان  تمر  بالمراحل التالية:
أولاً: اليقين بأنك الخليفة العظيم  لكوكب الأرض العظيم .
ثانياً: الفينتو  ثانية  من حياتك غالية وعزيزة ونفيسة جدا .
ثالثاً: رحلة  الحياة الدنيا الجميلة رحلة بإتجاه واحد فقط .
رابعاً: الترتيب والتنظيم  يكون مع النفس والذات اولاً !
خامساً:  رتّب  الأسرة الكريمة والعائلة الحبيبة.
سادساً: رتّب  شؤون  الرزق والعمل  والأمور  المالية !
فلا إفراط ولا تفريط .
سابعاً: رتّب علاقاتك مع الأصحاب والأصدقاء.
ثامناً: رتّب مهاراتك  الجديدة ، وواصل التطوير والتحسين المستمر لها  .
تاسعاً: رتّب أمورك وشؤونك  مع الله تعالى   ربك عز  وجل .
عاشراً: ركز  على جميع  المراحل السابقة ولا تشغل نفسك بغيرك  أو  بالناس .
لن  يطول  بك  الزمن  حتى  ترى  وتسمع  فتسر  بما  وصلت  إليه  من  المنزلة  الرفيعة والمكانة  العالية الفاضلة ! إذا  كان  التركيز  على  الذات  والنفس  دون  غيرها ..
وسوف  تأتيك  الدنيا   كلها   وهي   راغمة  بإذن الله تعالى.
المصلح والمستشار الأسري 
د. سالم بن رزيق بن عوض

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى