كُتاب الرأي

خريف اكتوبر

نعيمة البدراني

سمعتُ كثيرا مناقشات حب
الصيف والشتاء، و مجالادت الانتعاش والانكماش، ومقارنة الأضداد وتحليل النفس.
فصلان متناقضان وبينهما تتجول الرغبات، وأنا غرامي بالخريف؛ ربما لأنه يتناسب ومقاس الأمزجة الحائرة بين البرد والحر، وبين برودة المشاعر وحرارة اللقاء.
الخريف الذي يوافق سنة الكون في التغير يباغتني بما لا أتوقع، كحال الدنيا التي لا تستقيم لأحد، هو ليس فصلًا للحزن بقدر ما هو فرصةٌ للتأمل ، وسرد الذكريات، أحبهُ فأرى فيه تساقط الأشياء التي أرهقتني، وزوال تلك الوجوه التي نافقتني، ومضي قطار الحزن الذي أقعدني غصبًافي أحد مقاعده.
أحبه لأنه ؛ منسي ولا يذكره وينتظره إلا أنا ومن يشبهني هكذا أنا أحبُ أن أكون مستثناة ولا أشبه أحدا.
الخريف له رائحة تشبه براءة الطفولة، وأنين عجوز تزفر وداع الحياة، هل هو تناقض أو اعتدال، أم تساوي؟
في الخريف تظهر حقيقة المشاعر التي أختفت وتشكلت في خضرةٍ كاذبة.
هي الحقيقة التي نضحت بما يكفي حتى انتحرت تحت الأقدام في هشاشة الأوراق.
يااااالهذا الخريف! كم ذكرني بوجوهٍ ذهبت ولم تعد.
تشكل في حضن أبي حين قال أنا راحل.
يا لعمري الذي ولى ولم أشعر.
ومضة !.
نعيش الخريف هذه الأيام ونتوقع سقوطًا للمطر.
إذن الفرح ليس مقصورًا على فصلٍ بعينه، ربما تأتينا الفرحة من حيث لا نتوقع، ومن بابٍ خلناه لا يُفتح.

كاتبة رأي وخواطر وقصص

نعيمة محمد البدراني

كاتبة رأي و خواطر وقصص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى