الترشيد في الاستهلاك

عبدالله بن سالم المالكي
الترشيد في الاستهلاك
( كلوا واشربوا ولا تسرفوا ) قاعدة ربانية تحثنا على الترشيد في الإستهلاك فكما هو مطلوب منا المحافظة على الأكل والشرب لتستمر الحياة مطلوب منا أيضاً عدم الإسراف فيهما وذلك ينطبق على مختلف مناحي الحياة .
وفي ظل متطلبات الحياة يفترض أن يكون لدى كل شخص ميزانية مالية للصرف اليومي والشهري وفقاً للاحتياج الفعلي فلا اسراف ولا تقتير.
والمتعارف عليه أن أي شخص يبدأ حياته بعد انتهاء المرحلة الدراسية بالبحث عن وظيفة تؤمن له قوت يومه ويفترض أن يجد من يوجهه للإدخار مبكراً حتى يستطيع بعد ذلك توفير مبلغ مناسب لشراء سيارة ثم يستمر في الادخار لاستئجار منزل على الأقل وتأثيثه ومن ثم إكمال مراسم الزواج وما يتبعه من بناء أسرة وتكوين مستقبل زاهر بإذن الله .
و عادةً قبل الزواج خاصة إذا كان الشخص موظفاً أو يعمل في قطاع خاص أو تجارة يكون عنده دخل مالي ولابد أن يكون أيضا لديه مدخرات وكما قيل في المثل الشعبي احفظ القرش الأبيض لليوم الأسود اعاذنا الله وإياكم من الأيام السود ولكن الاحتياط واجب.
ويفترض على كل شخص أن يضع ميزانية له تتضمن الإيرادات والمصروفات على أن توزع المصروفات إلى بنود متعددة بنداً للمأكل وبنداً للمشرب وبنداً للملبس وبنداً لتسديد فواتير الكهرباء والماء وبنداً لمصاريف الأبناء والبنات وما إلى ذلك ليتمكن من العيش وأسرته حياة كريمة خالية من الديون والمنغصات .
ويفترض أيضاً أن يتبقى لديه في حدود 10% من الايرادات كمدخرات شهرية لمواجهة العوارض الطارئة أياً كانت وإن لم يكن هناك عوارض فالأسرة تحتاج الى الراحة والاستجمام وذلك يحتاج الى توفير مبلغ مناسب لذلك .
بقي أن نشير الى أن التقاعد هو نهاية المطاف وبطبيعة الحال سيتأثر الدخل الشهري وتتضاءل الايرادات مع استمرار الحياة والمستلزمات الضرورية الى ما شاء الله ولا أجمل من أن يتمتع الشخص بهذه المرحلة العمرية وهو في غاية السعادة فلا ديون تثقل كاهله ولا متطلبات تضطره الى طلب العون من الآخرين .
كاتب رأي ومستشار أمني