آمين

خامسه سالم آل فرحان
آمين
اضطررت لحضور عزاء صديقتي التي تربطني بها صلة قرابة منذ بضعة أيام. شعور مؤلم بالحزن وذكريات عارمة واسترجاع لكل مامضى. رأيتها بين جموع المعزين تمشي وتبتسم ابتسامة ذابلة كتلك التي ارتسمت على شفتيها حين قابلتها للمرة الاخيرة .في تلك المرة كانت شاردة الذهن ومتحفظة. لقد علمَت بأن المرض اللعين قد بدأيأكل جسدها. لكني لم أكن أعلم. اقتربت للحظة من الخيال وحين أمعنت النظر جيدا ايقنت بانها لم تكن هي. إنها اختها الصغرى وقد شبه لي.
حين علمْت طبيعة مرضها قبل ستة أشهر حاولت استجماع قواي كي أقابلها. لكن جبنت. تلك الصور الذهنية التي تشكلت لدي عما قد يكون آل إليه وضعها بعد المرض منعتني. خفت أن أراه. خفت أن أرى وجه أخي فيها فتعاودني كوابيس الفقد مجددا. كوابيس لازالت تلازمني بعد انقضاء ثلاثة أعوام على رحيله المفجع بنفس العلة.
ومجددا وجدت نفسي مضطرة لحضور عزاء أحد الأقارب الذي غادر عالمنا لنفس المرض. شاب في منتصف العمر اختطفه الموت فجأة. رأيت الألم في وجوه أخواته والكمد في وجه زوجته وتساءلت للحظة: الا يوجد عالم لا سرطان فيه؟ وجاءتني الإجابة سريعا. اللهم ارزقنا وإياهم جنان الخلد حيث لاموت ولا فراق . اللهم آمين.
كاتبة رأي