سنوات مذهلة تنوعت بين الصلابة وقوة الإرادة

علي بن عيضة المالكي
سنوات مذهلة تنوعت بين الصلابة وقوة الإرادة
المملكة العربية السعودية بلد له طابعه الخاص ، يحظى بمكانة عظيمة في شتى بقاع المعمورة، لما له من حظوة دينية وثقل سياسي وتميز اقتصادي وترابط اجتماعي وتآلف في وحدته الوطنية ، لا ترى فيه التمييز ، ولا تشهد داخله العنصرية ، ولا تلحظ عليه التفرق والتشرذم ، الجميع يد واحدة هذا كله لأسباب أهمها القيادة الحكيمة التي تقوده وقربها من احتياجات الشعب الفسيولوجية والبيولوجية وتبنيها للظواهر الاجتماعية الإيجابية التي ساعدت على تكوين كتلة صلبة من دوافع الانتماء عند الناس وتحققت لها إنجازات خلال فترة زمنية قليلة بفضل التخطيط والتنظيم والمتابعة المستمرة لتنفيذ ما خطط له.
لقد تحولت السعودية إلى واحدة من أهم الدول الضالعة في تحقيق الاستقرار لشعبها وحافظت على مركزها الحيوي في صناعة فكر الإنسان وتأهيله خلال مدة وجيزة لا تتجاوز سبع سنين لاحظ الجميع انتقالها من مرحلة البناء والتشييد إلى مرحلة المنافسة الاقتصادية والصحية والتعليمية والعسكرية، ومن طور التقليدية إلى خانة الأتمتة والرقمنة، هذا بطبيعة الحال مؤشر قوي إلى أن هناك أيدي تعمل وفكر يخطط، وباعث من بواعث المحاسبية المؤسسية القائمة على مبدئية التطوير والتحسين والسعي إلى التغيير في الأفكار.
لن أطيل كثيرًا في هذه المسألة كونها تحتاج إلى شرح يطول وصفه، إنما الهدف من هذا التنوع الإعرابي في الجمل ينشد الوصول إلى الشخصية التي قادت هذه الأفكار كي تتحقق بسرعة فائقة.
القول الحق: أنّ صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء له دور محوري ـ بعد توفيق الله ـ في هذا التحول الذي شهدته المملكة العربية السعودية خلال الفترة القليلة الماضية منذ توليه ولاية العهد في السادس والعشرين من شهر رمضان المبارك لعام ثمانية وثلاثين بعد الأربع مئة وألف حيث عمل على دفع عجلة التنمية في وطنه بأساليب حديثة في الإدارة والقيادة والقضاء والاقتصاد والسياسة والرياضة وشؤون المجتمع والتعليم والصحة وشرّع تنظيمات وقوانين ساعدت كثيرًا في الخروج من قوقعة النمطية التقليدية وشيّد إصلاحات بأهداف مرسومة بعناية، هذا ما جعله مميزًا فيما يفعله نظرًا لاستناده إلى أصالة الحكم في النظام السياسي القائم على الكتاب والسنة منذ عهد أجداده في الدولة السعودية الأولى والثانية وصولاً إلى عهد الملك الصالح عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود وتحقق ذلك في أعمامه ـ رحمهم الله ـ ووالده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله.
على الرغم من مرور الدولة السعودية بتحديات كبيرة وبمنعطفات وتحولات عديدة في شتى المجالات إلا أن طموح القيادة ممثلة في شخص ولي العهد أصرت على تحويل تلك التحديات إلى ممكّنات ساعده في ذلك فهمه للخلفيات الثقافية والتطبيقات والممارسات التي يمكن أن تحقق الوحدة والأمن والاستقرار وتقيم العدل وتدفع بعجلة التنمية.
تلك الحاجات التي انطلق منها كانت بمثابة الأساس الصلب الذي اعتمد عليه في توجهاته ورؤيته، فالمفاهيم العظيمة التي جلبها تعتبر مؤشر إدراكي لما وراء المعرفة، على إثرها نشأ هذا الترابط بين القيادة والأفكار وبين المجتمع والإرادة المرسومة، تزامنت مع التحولات الثقافية التي مربها الوطن في مراحل مختلفة من الإصلاحات حتى نهض المكان والإنسان في زمن قياسي.
هذا العقد الكبير الذي تم نظمه بين القيادة والمجتمع ترجم إلى منطلقات جوهرية استهدف صنع نهضة شاملة ومستدامة من أجل تنمية المستقبل وإدارة الحاضر.
إنّ العهد الزاهي الذي يقوده ولي العهد السعودي لمس فيهالجميع أنّ العقد الاجتماعي هو الرهان الذي حارب به ومن أجله لأنه يؤمن بنظرية نشوء الدول على أساس المجتمع؛ لذا حين تقلد حفظه الله مقاليد ولاية العهد اكتسبها من قوة التأييد له والسبب في توقعي يظهر في الأسس والأركان التي اكتسبتها شرعيته وتلك الأركان تتمثل في شرعيته الدينية كونه إنسان مسلم راشد عاقل متزن يرتبط بأصول دينية تحققت فيه الأهلية عن طريقها ، ثم أتت الشرعية التاريخية ممثلة في ممارسات الحكام السابقين وتفردهم في إدارة شؤون البلاد منذ مئات السنين علاوة على عدلهم وحكمتهم السياسية ، بعدها جاءت شرعية الأمن؛ فمنذ تحقق وحدة هذا الوطن والدولة تقوم بتوفير الأمن والأمان وتحقق الاستقرار للشعب عن طريق قادتها وما يولونه من اهتمام بالغ في هذا الشأن ممثلاً في فرض القوانين والتمكن من حفظ النظام.
ومع هذا كله هناك أمثلة مازالت في الذهن تفرض علينا فرض عين المبايعة على السمع والطاعة لولاة الأمر في كل شؤوننا تكمن في الجانب الأخلاقي المتمثل في القواسم المشتركة بين القيادة والشعب أهمها وأعلاها شأنًا: الدينواللغة والأرض والمصير المشترك والقيم والمثل العليا.
في الختام
يبقى السعوديون علامة فارقة بين كل شعوب الأرض ، لأنهم أصحاب ديناميكية عالية في العلاقات مع حكامهم وتتجاوز تلك العلاقات حيز الجانب النفعي لتصل إلى أبعد من مسألة هذا حاكم وتلك رعيته!
إنه مبدأ ليس للتراتبية الوظيفية شأن فيه، هو مبدأ سياسة الدنيا وحراسة الدين ، فملوك هذا الوطن وأمراؤه أثبتت السنون حبهم لأرضهم ومقدساتهم ومقدراتهم وشعبهم فكانت المكافأة سمعًا وطاعة سيدي.
انتهى
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين عرّاب الرؤية المباركة وأدام على بلادنا نعمة الأمن والأمان والاستقرار . دام تألقك كاتبنا المبدع المتجدد ودام تألقك .
مرورك الجميل أضاف للمقال جمال آخر أبا عبدالله.