( أبابيل )

لم أكتملْ بعدُ ها شبَّتْ قناديلي
فلا تؤجلْ ..- وقد أوشكتُ – تأويلي
بربِّ زيتك ،أوقدني وصُبَّ على جدبي
اخضرارَك ، وانْشُزْ في مواويلِي
هبني حنانَك ، أنمو كلما ربَتَتْ
على جفون الندى أزهارُ تدليلي
أنمو ، كسِرِّ الصبايا العُذْرَيَات ،
إذا حُلْما تخافتْنه خوفَ الأقاويلِ
سنابلي كِدنَ .. !! لا تُذبِلْ تحفُّزَها ،
تحِنُّ قمحا ، فقلْ : يا سوقها طولي
وكرْمُ تفاحيَ الْ تُهدي لوجنتِهِ
سحرَ احمرارِك ..تستهوي عناديلي ..!!
ألقى إليك بروحي .. وهي يانعةٌ ،
وبَثَّ في طينها آيَ الأناجيلِ
شارَفْتَ تغزلني وجدا بغير يدٍ ،
غزلا سويا على نَولِ الأكاليلِ
وحينما اهتزَّ بي لحنُ الغرام جوىً ،
وفي سمائك أسرابٌ أبابيلي !!
قلتَ : امكثوا .. – فجأةً – آنستُ .. !!
لا جبلٌ يلوح ثمَّ ، ولا نارٌ .. على مِيلِ !!
أزمَعْتَ .. تنقضُ غزلي ، بعدما اقتربَتْ
تتمَّتي .. وتدانتْ بي تفاصيلي
لا غيمَ يمنحني عذرا ، ولا اقتنَعَتْ
بما عزَمْتَ سؤالاتي وتعليلي
أوشكتُ ، لا تتعجلْ .. !! مُدَّ لي سببا
من احتشادِك في قلبي ، وتقليلي
أفرغْ على قِطَعي روحا تُلَمْلِمُني ،
وانفخْ لتجمعَني من ثغرِ جبريلِ
أكملْ بربِّكَ تكويني على وَلَهٍ ،
أخشى بدونكَ .. من عيشِ التماثيلِ !!
شعر / جبران محمد قحل