في ظلال المشهد المسرحي

الخطوة الأولى في مسارحنا

الخطوة الأولى في مسارحنا

البرامج المسرحية ليست تعميمات ترسل إلى المدارس لتنفذ مع الصور التوثيقية، برامج المسرح المدرسي أكبر من ذلك كله، هي فاعلية حقيقية تحققها العقول الواعية الملهمة، تخطيطا وتدريبا وتنفيذا..

إن للمسرح المدرسي أهمية كبيرة في فتح آفاق النشاط المسرحيونشر ثقافته، فهو يكسب الطلبة عموما الثقة بالنفس، وبناء الشخصية، وتنمية القدرة لكلامية والتعبير أمام الجمهور بكل ثقة، إضافىة إلى اكسابهم مهارات أخرى كالتعاون والعمل بروح الفريق الواحد واحترام الاخرين وتقبل الرأي، وغرس القيم النبيلة، والتعبير عن الأفكار والأحاسيس من خلال تمثيل الأدوار، ولكن كيف يكون المسرح هو الخطوة الأولى في بناء مسارحنا؟

يجب أن يدرك الجميع أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يبرز مسرحا في مجتمع ما دون تنمية المسرح المدرسي، وغمر الطفل في أجواء المسرح وطقوسه الفنية، ليعرف كيف تقدم الرسالةالاجتماعية من خلال خشبة المسرح؟

والمتأمل للمسرح في مدارسنا يجد بأنه مازال هناك بعد عن ثقافة المسرح، فالأعمال التي تنفذ هي في إطار روتيني محدود في المناسبات والاحتفالات، وهي بحاجة إلى توسع شامل لتنمية الحس المسرحي، ومع أن وزارة الثقافة مدت يد العون إلى الجهات الأخرى، في إطلاق برامج تستهدف المسرح والتأليف للطفل، وتدعو دائما لاستقطاب المواهب المسرحية لتفعيل المسرح، إلا أنها لا تجد استجابة مماثلة ومحققة للهدف.

والتنفيذ الحقيقي لتنشيط المسرح في المسارح المدرسية مايزال في مرحلة من الضبابية، فلا المعلم المسرحي الذي يجد تنمية وتدريب ودعوة للمشاركة والتنفيذ، ولا الطالب الذي لديه شغف التمثيل يجد اهتماما ورعاية من قبل هيئة المسرح والفنون الأدائية.

إن المسرح المدرسي لا يزال في أداء متواضع على مستوى الحضور الفعلي في مدارسنا، والدليل على ذلك أنه لا توجد خطط للعروض المسرحية الفصلية، كأن يعرض خلال الفصل الدراسي الواحد على أقل تقدير ” خمسة” عروض مسرحية مستوفية لمبادئ ومتطلبات المسرح، وترقى لطرح أفكار من المشهد المجتمعي.

إذا أردنا مسرحنا متألقا فعلينا أن بدأ من المسارح المدرسية، لكي تتعرف الأسر على أهمية المسرح، وبالتالي تزيد ذائقتهم للفن المسرح، والفهم للقيمة الحقيقة للمسرح، وترفيه الأبناء في العروض المسرحية ،وعلينا أن نصحح فكرة النشاط الطلابي الجامدة، التي تفعل بشكل روتيني ممل بلا روح، ولا يتم ذلك إلا من خلال تطوير الفكر المسرحي من قبل الموهبين في مسار المسرح في المواهب التعليمية، بحكم معرفتهم وخبرتهم..

ليقوموا بمعالجة مايلي: تفعيل الشراكات الثقافية مع المعلمين الموهبين في مسار المسرح في مشروع مواهب التعليمية.،وتنمية قيمة المسرح عند القيادات التعليمية وعند الطلاب والطالبات.،وتنمية العقول الإبداعية للتأليف لمسرح الطفل.،وتهيئة واعداد المسارح المدرسية وخاصة في مدارس البنات، وتجهيزه بشكل عصري من الديكور والاضاءة.

وفي الختام مسارحنا المدرسية هو الخطوة الأولى لمسرحنا إن أردنا أن ينجح وينهض

                                بقلم / أماني الزيدان 

 

اماني سعد الزيدان

كاتبة رأي ورواية مسرحية ومشرفة على في ظلال المشهد المسرحي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى