كُتاب الرأي
(وظائف للسعوديين) ..تبني مجدا

بقلم د. عبد الرحمن الوعلان
(وظائف للسعوديين) ..تبني مجدا
بكل فخر مقولة:( وظائف للسعوديين) ..تبني مجدا، وتصنع وطنا، نعم ، إنه المجد الذي يعيشه أبناء هذا الوطن في هذا العهد الزاهر، فعندما أقرت رؤية المملكة 2030، ابتهج جميع أبناء الوطن بأهداف الرؤية، ووجدوا فيها كما هائلا من الفرص الوظيفية تحت محاورها الثلاثة: وطن طموح، واقتصاد مزدهر، ومجتمع حيوي، فخرجت الآف الوظائف وعلى مراحل متدرجة من خطة تنفيذ الرؤية وفي أماكن متنوعة من وطننا الغالي.
ونجحت رؤية 2030 حتى الآن في تحريك سوق العمل السعودي من نمط يعتمد على القطاع العام والعمالة الوافدة إلى اقتصاد متنوع عالي التوظيف للسعوديين، وكان التحدي في تكثيف الاستثمار برأس المال البشري وضمان استدامة الوظائف الجديدة، إلى أن يكون الهدف في عملية التوظيف وخفض معدل البطالة إلى 5 ٪ بحلول عام 2030، مع الحفاظ على زخم مشاركة المرأة والشباب في القطاعات الواعدة.
وفي أقل من تسع سنوات على إطلاق «رؤية المملكة 2030»، تحوّل سوق العمل السعودي بصورة لافتة، سواء من حيث حجم الوظائف الجديدة أو جودة الفرص واتساع مشاركة السعوديين والسعوديات فيها،
ومن ملامح هذا التغيّر حتى ربيع 2025، تراجع البطالة وتحقيق الهدف قبل أوانه، حيث هبط معدل البطالة بين السعوديين من 12.8 ٪ عام 2018 إلى 7.1 ٪ في الربع الثاني 2024، متجاوزًا هدف الرؤية (7 ٪) بست سنوات مبكرًا، وفي أحدث قراءة صادرة أبريل 2025، تؤكد تقارير سوق العمل استمرار التراجع إلى قرابة 7 ٪ بنهاية 2024 مع نمو التوظيف في القطاع الخاص. 
أيضا من ملامح ذلك التغير الإيجابي، خلق وظائف بوتيرة عالية، حيث من المتوقع توفر أكثر من مليون وظيفة جديدة بحلول 2030، منها 250 ألف مرتبطة باستضافة معرض إكسبو 2030 في الرياض، إضافةً إلى فرص ضخمة في قطاعي السياحة والترفيه.
وتركز جانب نمو التوظيف على القطاعات غير النفطية (تقنية المعلومات، الخدمات اللوجستية، التصنيع المتقدّم، السياحة، الطاقة المتجددة)، مدعومًا بمشاريع «نيوم»، «البحر الأحمر»، «القدية» وغيرها من «المشاريع الـﭬوق‑ضخمة».
ومن أهم ملامح التغير مشاركة المرأة، حيث قفزت مشاركة المرأة إلى ما بعد المستهدف في مختلف الوظائف العسكرية والمدنية، وفي القوى العاملة صعدت مشاركة السعوديات إلى 35.4 ٪ في منتصف 2024 (المستهدف الأصلي 30 ٪).، وفي سياق مشاركة المرأة سياسات العمل المرن، ودعم النقل والحضانة، والبرامج التدريبية (مثل «هدف» و«طويق 1000») سهّلت هذا الاندماج.
وما يشار إليه عملية السعودة، حيث برزت «السعودة» النوعية بدلاً من الكمية، وأطلقت وزارة الموارد البشرية موجات «توطين» تخصصية (استشارات، مهن هندسية، مبيعات سيارات، وغيرها) بنِسَب تصل إلى 30 ٪ فأعلى في بعض المهن التقـنية اعتبارًا من يوليو 2025، وأنتقل التركيز من مجرد نسب توطين عامة إلى رفع المهارات عبر «أكاديمية طويق» ومراكز التدريب التابعة لصندوق تنمية الموارد البشرية.
أما بالنسبة للمستهدفات الجديدة لما بعد 2025، فبعد بلوغ 7 ٪، يجري العمل على هدف خفض البطالة إلى 5 ٪ بحلول 2030 لتتماشى مع اقتصادات مجموعة العشرين، واستمرار رفع مشاركة المرأة، واستهداف زيادة مشاركة الشباب في القطاعات التقنية والصناعية، هو ما سيحدد تحقيق هذا الهدف، والتغلب على التحديات بمواءمة المهارات والحاجة لتسريع مواءمة مخرجات الجامعات والتعليم التقني مع وظائف الاقتصاد الرقمي، وكذلك الانتاجية والأجور، وتضييق فجوة الأجور بين القطاعين العام والخاص لتحفيز السعوديين على فرص القطاع الخاص، والاستدامة بضمان استمرار خلق الوظائف بعد اكتمال بناء مشاريع البنية التحتية الضخمة، ولتكن مقولة (وظائف للسعوديين) تبني مجدا، وتصنع وطنا قد رأيناها حقيقة ماثلة ينعم بها أبناء هذا الوطن، ليشارك الجميع في رحلة البناء والشموخ، وليكون وطننا في مجموعة الدول العظمى وراعيا للسلام والتقدم والحضارة في العالم.