آفاق في عين العالم

بوصلة كتابة لا تعمل..

 

وليد قادري

بوصلة كتابة لا تعمل..

 

ككل مبدع وفي كل الفنون، يتمنى الكاتب أن يوصل صوته وأفكاره للآخرين، وأن يعبّر لأجل من لا يستطيعون التعبير وأن يشارك خياله وجنونه لمن يريد أن يختلس من وقته دقائق للعيش في عالم مختلف..

يا ترى متى توقفنا عن إمتاع القُرّاء، والحرص على تثقيفهم وتوعيتهم وفتح الأبواب المقفلة للتفكير والدعوة إلى التفكر ومتعة السؤال ورحلة البحث عن إجابات الحياة؟!
متى تحول الكاتب لآلة طباعة نقود لدور النشر؟!
متى أصبح عبارة عن مجموعة أوراق في يد ناقد يتناولها تشريحا وتقريعا وتعاليا أو بيد ناقد آخر يمدحها بمقابل مادي أو لغاية في نفسه يخفيها؟!
متى صار الكاتب يقيس نجاحاته بالجوائز لا بالتأثير؟!
متى أضحى الكاتب حريصا على الظهور الإعلامي والرسمي أكثر من حرصه على ضخ عصارة عقله في عمل يخلد ذكره؟!

أسئلة لا بد من تأملها لتعود بوصلة الكتابة إلى العمل، فالكاتب هو إبرة مغناطيسية يقود إلى القيم الحقيقية: الإبداع والحق والمعرفة والإمتاع، بدون إبرة لن تحقق البوصلة هدفها ولن يهتدي القارئ لما يريده ويحتاجه، ولن يصل الكاتب لمجد الكتابة..

من حق الكاتب أن يسعى للكسب المادي من أعماله، وأن يواكب الجديد في عوالم الكتابة والنقد وأن يعرض أعماله على من ينقدها ويعطيها حقها ويطورها، ومن حقه المشاركة والفوز في الجوائز والظهور الإعلامي، هذه مكتسبات تساعدنا على المضي للأمام والشعور بالتقدير المستحق ولكن ليس على حساب القيم التي تتجه بوصلتنا الإبداعية إليها، فمن ذا الذي سيود الاحتفاظ ببوصلة لم تعد تعمل؟!

 

كاتب رأي

وليد قادري

كاتب رأي وقاص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى