نادي القصة

راحلة ..

هي: أشاحت بوجهها عنه، وبصوتٍ حزينٍ متألم: لو سمحت أغلق الباب معك.

هو: خرج، واغلق الباب بكل ما أوتي من قوة.

هي: ذرفت دمعتين، سرعان ما مسحت بأطراف اصابعها وجنتيها، وجففت دمعها، وكأنها تحدث نفسها قائلةً: ولما سأبكي!

هو: يتمتم في الخارج بكلمات يريد أن يسمعها مدى غضبه، وعدم مبالاته بها، وبغضبها. 

ولكنها، .... لم تخرج إليه مثلما كانت تفعل في كل مرة، إما لتكمل صراخها، أو تعتذر منه لتمتص غضبه.. 

وأستمر يتمتم، ولا يدري ما لذي كان يحدث بداخل حجرتهما.

زاده الأمر توتراً ومهما اعتلى صوته، وزاد تجريحه.. لم تخرج.. ربما اكتفت!؟ بل هي فعلاً قد اكتفت..

كانت قد تناولت مجموعة حقائبها، ورتبت بها كل ما اعتقدت بأنه يجب أن يرحل معها ...

مذكراتها، واقلامها، ملابسها الجديدة، ولم تنس ثوب زفافها، وعقد ذهب كان قد اهداها إياه قبل يومين في ذكرى زواجهما الأول.. 

دخل ورآها ترتدي عباءتها، وبدهشة رفع معها حاجبيه سأل؟!

ما هذا؟!

هي: لا شيء لديها لتقوله، استمر صمتها..

أقترب منها، وكرر سؤاله ما هذا؟!

هي: أنا راحلة، كما طلبت مني.

هو: متى، متى طلبت منك هذا؟! لا أذكر؟! نحن لا زلنا في عامنا الأول.. 

للتو مضى على زواجنا عام..

هي: جيد أنك تتذكر ذلك، عام واحد، كم ليلة ابكيتني؟! كم ليلة بدافع الغيرة شككت بي،  وأهنتني؟! كم ليلة هجرتني؟! كم ليلة …. 

هو يقاطعها: على رسلك؟ هذا يحدث دائماً، ولكني لم أقل لك أرحلي؟!

هي: أنت لم تقل، ولكنك فعلت ما يوجب رحيلي 

لذا أنا راحلة 

آمنة يوسف

آمنة يوسف

إفلاطونية الفلسفة، وضربٌ من الخيال، مدينة لايسكنها إلا أشخاصٌ فاضلون، بإختصار هذا بعضٌ مني ..وبي أفتخر..~.

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى