كُتاب الرأي

(التقية! وحكومة السوداني في العراق)

 

 

من خلال أحداث المنطقة ، وتطورات الوضع السوري ، وقطع ذيل ايران في دمشق ، وطردها من سوريا ، أدى ذلك لكشف الأوراق في المنطقة ، وخاصة مايتعلق بالوضع العربي المحيط بسوريا ، وبالتحديد الدول المجاورة لها ، من عدة جوانب ، ولعل أهمها تبعية بعض أنظمة هذه الدول المجاورة لحكومة طهران ! .
رأينا كيف هبت المملكة العربية السعودية من اليوم الاول لثورة سوريا ، وقبل ذلك أيضاً في تسيير قوافل المساعدات ، واستقبالها للقيادات السورية الجديدة في تكاتف ومساندة لهذه الحكومة الجديدة التي نفضت غبار البعث ، وحكم عائلة الاسد المستبدة الجائرة ، وطردت فلول نظام طهران ، وإجهاض خططها في المنطقة التي كانت لاتضمر فيها الخير لمحيطها العربي .
كانت المملكة السباقة ولازالت في مد يد العون ، والوقوف بجانب الأشقاء العرب منذ الأزل ، ومنذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز ، وهي شواهد تلوح في الأفق ولاينكرها الا جاحد ! ، وخاصة لدى الشرفاء من العرب ، وأصحاب الكلمة الصادقة ، الذين يستشهدون بمواقف المملكة ، ويعرفونها في تحرير الجزائر ، ونكبة فلسطين ، وماقدمته مملكتنا لها ، واليمن ، وسوريا ، ولبنان ، والسودان ، والعراق ، ومصر ، وتونس ، وليبيا ، والمغرب ، وكل الدول العربية التي لايمكن أن تنسى هذه المواقف السعودية في سرائهم وضرائهم، خلاف المواقف السياسية التي تتسامى مع مواقفها الوطنية والشعبية.
وهنا نقول لعل الحديث أو الأحداث بالأحداث تُذكر أو تُذكر شعوب هذه الدول بما تنادي به جامعة الدول العربية ، وما أُسست عليه ومن أجله هذه الجامعة ، وفي الكثير من أساسيات قيامها الدفاع المشترك عن أعضائها في حالة تعرضه لحدث ما قد يؤثر على نظامه المعترف به في الجامعة.
ماحدث في سوريا يعد تحرُر من نظام قسريٌ وبعثٌي هدد أبناء هذه الدولة وشعبها ، وكذلك شعوب المنطقة ، وربطه بنظام إرهابي تحت مسمى دول المقاومة تسفيهاً وعبثا ! وكان تحرر هذا البلد مزلزلاً لنظام طهران المجوسي الذي كان يحتل دمشق ، وأيضاً مزلزلاً لذيولها في المنطقة التي لم تتوقع تلك الهزيمة لنظام تبعيٌ تقوده مليشيات ايرانية أسرفت في القتل والتدمير لكل ماهو سنيٌ ، وإسلاميٌ حقيقي ، لا تقصد من خلفه إلا هزيمة الاسلام ليس الا!
بالطبع كانت حكومة العراق ، وهو مما يؤسف له ضد هذا التحول الكبير الذي طرأ على المنطقة بهزيمة ايران ، وطرد ذيلها الاسد لخارج سوريا ، وهي لازالت تمثل ذيولاً أي (العراق ) وليس ذيلاً واحداً فيها ! وبهكذا إنتصاراً للعرب والمسلمين في سوريا رأت فيه بغداد ونظامها الشيعي المتطرف هزيمة لها مثلها مثل نظام طهران !
وكما يقول المثل البعرة تدل على البعير ! العراق دولة شقيقة ، وكانت تمثل البوابة الشرقية في الدفاع عن العرب ، ولكن مع أحداث حرب الخليج الثانية ، وتهور النظام البعثي فيها ، أدى ذلك لضياع هذا السند العربي القوي ، وتحولت حكومته التي جِييَ بها من سقط القوم ، وشيعة الفرس ، وسلمت لهم ، وبدورهم سلموها لعدوتهم ايران ،
حتى إكتملت تبعيتها لنظام فارس في طهران .
ما رَشحَ على السطح ، والساحة السياسية العراقية هو أن العراق بدأ يعمل وفق أوامر خامنئية مجوسية للإضرار بالحكومة السورية الجديدة ، وتجييش المنظمات الشيعية الارهابية عليها ، ولايُستبعد دعم داعش والقاعدة للإنطلاق من الحدود العراقية لسوريا، وأن مايظهر خارجياً وإعلامياً من تصريحاتٍ عراقيةٍ انما هو ذر الرماد في العيون ! وحقيقة الموقف العراقي خلاف مايظهر من تصريحات اعلامية كاذبة تحاول فيها إيهام القيادة السورية الجديدة أنها لاتريد التدخل في الشأن السوري الجديد ، بينما ذلك هو العكس ، وهو ما تعمل عليه هذه القيادة بمبدأ( التقية ) ليس الا!؟.
حكومة السوداني في العراق تسيطر عليها المنظمات الشيعية المتطرفة ، خلاف إرتباطه هو شخصياً ( السوداني ) بنظام طهران ، وهو كان مرشحها ، ومن فُرض اسمه من قبلها تحديداً ، رغم وجود من هو أقل إرتباطاً لنظام ايران ، ومايتوقع منه ( السوداني ) الا الأسواء لسوريا ، والدول المجاورة للعراق بحدٍ سواء .
العراق يحاول مع ايران إجهاض الثورة السورية ، بل إثارة الفوضى في دمشق ، وإعادة أذناب ايران لها ، وكذلك إعادة القتل والتهجير الذي مارسته ايران في سوريا للمكون السني الكبير فيها ، وهي خططٌ شيطانيةٌ تدميريةً طائفيةً، تمارسها الآن حكومة السوداني على مكونها السني في العراق ، وتقتل وتغتال على الهوية ، وجرف الصخر ليس ببعيد عن هذه المجازر الانسانية في حق المكون السني العراقي بممارسات عراقية لمليشيات متطرفة ترتبط بالصدر والحكيم ، وكل ذيل ايراني في العراق !
بالطبع تخشى العراق من سيناريو أحداث سوريا ، وتحرر ( بغداد) من قياداتها الشيعية المركزة ( المعينة) إدارياً من نظام طهران ، بل طردها وهزيمتها كما حدث في دمشق ، وهي الخشية التي بدأت منها العراق في حد سكاكينها لمكونها السني ، وتنادت الطوائف والمنظمات الشيعية المتطرفة في قتل هذا المكون السني الشريف ، بإيعازات ايرانية مجوسية ، لأنها تخشى أن تفقد بغداد كما فقدت دمشق!
العراق يستخدم ( التقية )في تناول أحداث دمشق ، وعلى حكام سوريا الجدد الإنتباه واليقظة من الجانب العراقي ، وهم ربما أخطر من نظام طهران الان ، لما يرونه من احداث دراماتيكية في دمشق ، ومشانق قد تعلق بساحات بغداد لكل من ولغ في دم المكون السني العراقي البرئ من شيعة ايران ، وعملائها وأذيالها في حكومة السوداني ومن خلفه من تنظيمات ايران الشيعية المتطرفة !!!!.

 

محمد سعد الربيعي

كاتب رأي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى