كُتاب الرأي

طياراتنا وين وصلت ؟!

 

 

هشتاق جميل أطلقه المغردون السعوديون واشغلوا به وسائل الإعلام العالمية لخبر وطني سار ومسيرة حافلة بالعطاء وحضور مميز للسعودية العظمى في جميع المحافل الدولية .

حدث نصنعه في بلادنا لاعلاقة للآخرين به فما الذي يزعجهم الطائرات طائراتنا والسماء سمانا والأرض أرضنا والحدث حدثنا وما لأحدٍ مِنّة علينا .

لقد غدت تلك الطائرات رمزاً جماهيرياً للولاء والوفاء واللحمة الوطنية والتعبير الشعبي عن حب الوطن وقادته ورؤيته ، وبرزت الوطنية في أبسط صورها العفوية ..

ولأول مرة على مستوى العالم يتم نقل طائرة بوينق 777 يصل طولها الى مايزيد عن 60 متراً على شاحنة واحدة دون تجزئتها .

‏ونقل 3 طائرات إلى الرياض قد يراها البعض شيء عادي، لكن ذلك جعل منها خطة ذكية وتحدي رهيب، وحدث غير طبيعي ولا عادي بل عمل جبار يبرز اتساع رقعة الوطن العظيم وما صاحب ذلك من تذليل للصعوبات امام هذا النقل دون تعطيل حركة السير  مع طريق متسع يمر بالكثير من القرى والهجر والمحافظات لتتحقق المتعة المرجوة .

كما أن ذلك يدل على قوة البنية التحتية وسلامة الطرق في جميع أرجاء المملكة المتنوعة التضاريس وكما يعلم الجميع بأن مرور هذه الناقلات الطويلة بتلك الحمولة الضخمة على تلك الطرق وفوق تلك الجسور ليس بالمهمة السهلة .

و‏في الجانب الآخر تجلت لنا مميزات شعب طويق ذلك الشعب الكريم الأبي السريع التفاعل في نقل كل ماهو جميل في وطنه ، شعب كريم أصيل يكرم الضيف ويغيث الملهوف ويهتم بعابر السبيل ، شعب لن تجد له مثيل في كرمة وسخائه ونبل أخلاقه .

‏وفرحة الشعب السعودي لا توصف بهذه الرحلة التاريخية التي استحوذت على أنظار العالم وتجلى فيها الكرم السعودي في أفضل صوره لدى سكان الهجر والقرى والمحافظات التي على طريق مرور القافلة .

خلال هذه الرحلة الترفيهية صور تتابع تدل على الإصرار والثقة اللا محدودة والعزم على إنجاح المشاريع مهما كان حجمها أو نوعها ، حتى أصبح أي حدث هو حديث العالم، ولم يعد الأمر ترفيهًا بل أصبح تفكيراً وتصميماً واصراراً وإعجاباً وتحدياً.

الجميل في هذا الحدث الفريد من نوعه أن شعب المملكة العربية ‫السعودية جعلوا منه حدثاً وطنياً ، احتفل به الجميع ووثقوه ، وافتخروا به واشادوا بمستوى التنظيم والدقة ، وابتعدوا عن إظهار أي سلبية تعكر صفو هذا الحدث المميز بكل تفاصيله واطلقوا هاشتاق طياراتنا وين وصلت ؟وجعلوا من خط سير نقل الطائرات ترويجاً سياحياً للمدن والهجر التي تمر عليها .

وحقيقةً انه ‏ترويج ذكي ومبتكر للسياحة في المملكة العربية السعودية لتلك القرى والمدن التي مرت بها القافلة وشارك فيها جميع أطياف الشعب السعودي وهم يستقبلون الطائرات المتوجهة لرياض العز والمجد في ملحمةٍ وطنيةٍ رائعة تدل على التفاف الشعب السعودي حول وطنه وقيادته .

من فكرة إلى كرنفال و من حدث محلي الى حدث عالمي ومن أحاديث المجالس إلى أحاديث العالم والإعلام، وكان بالإمكان أن تكون مجرد نقل طبيعي، ولكنها تحولت الى صناعة للدهشة والتأثير والتسويق ثم تحولت إلى تجربة لا تُنسى وتفاعل تعدى الحدود وشمل كل اطياف المجتمع..

شكراً لمعالي المستشار تركي آل الشيخ ولكل من ساهم في إعداد ونجاح هذه الفكرة المبتكرة التي حولت أنظار العالم الى السعودية العظمى رغم محاولات الحاسدين والحاقدين تحويل وجهة نظرهم عنها .

عبدالله بن سالم المالكي

كاتب رأي ومستشار أمني

عبدالله سالم المالكي

لواء.م - كاتب صحفي - مستشار أمني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى