كُتاب الرأي

من مظاهر التصالح مع الذات

من مظاهر  التصالح   مع   الذات

الطبيعة الحركية المتفاعلة  للحياة  الدنيا الجميلة الواعدة  والملئية بالأحداث والوقائع  الحياتية  وكذلك   المليئة بالأسرار  الكبيرة والصغيرة  واللآلام   والآمال  !   والأتراح والأفراح   !  والهموم  والغموم والأحزان ! والتي  تجعل  من  الإنسان  جزءاً منها  !  وعنصراً  عظيماً  من  عناصرها  ! مع  ما  يملك هو  من  الطاقات والقدرات والملكات والمواهب الجميلة المخزونة   فيه !  والتي  من  خلالها  يستطيع   أن يصارع   في معركة  الحياة  فيحقق  النتائج والمخرجات والإنجازات الإيجابية  .
إن  الإنسان الطبيعي السوي  حقيقة يرى في  نفسه  ومن  نفسه  الكثير  والكثير    مما   يزهو   بها   ،  ويفخر   بها  ، ويجعله  حقيقة  يضعها  في  المكان المناسب  الصحيح!
وإن المرء  ليتألم  ويشفق  أحياناً !  على  الإنسان  الذي  يعرف  ويجيد حصر العيوب والنقائص والسلبيات  لديه والموجودة  في  نفسه  كما  يقول   ! إذا  سألته   عنها  !  ويعجز   عن معرفة الجوانب والمجالات  الإيجابية  فيه ! وما  يملك من الطاقات والقدرات والملكات والمواهب الجميلة المخزونة  في نفسه الجميلة  الطيبة  !
إن  تعرف  الإنسان  الكيس الفطن اللبيب  على  ما  منحه الله
 تعالى من  نعمة الخلق والوجود ، وما  وهبه   من الطاقات والقدرات والملكات والمواهب الجميلة الطيبة  وما  يسر   له من استعمال  تلك الطاقات والقدرات والملكات والمواهب  فيما   يعود  عليه بالنفع والفائدة  في الدنيا  والآخرة  ، لهو  الخير  والفضل والصلاح والبركة.
والنظر  الطبيعي السوي الفطري   إلى النفس والجسد والصورة والشكل الظاهري  على  أنها في  أحسن تقويم  وأفضل  تصوير و من أجمل  وأفضل وأحسن  وأكمل  ما  خلقه  الله  تعالى  !
إن  من  أبرز  وأظهر   وأوضح مفاهيم  التصالح  مع  الذات :
أولاً: المحبة  والمودة   غير  المشروطة  للنفس والذات :
بعض  الناس  حقيقة يحبون أنفسهم وذواتهم   لكنهم  لا  يحسنون  التعبير  والحديث  فيما  يخص  النفس والذات   ، وبعضهم   يصرح  للناس   أنه  لا  يحب  نفسه  وذاته !.
وهذا   الأمر  أو  المظهر   إذا  ظهر  على وجوه  الناس كان  سبباً  كبيراً في شقائهم  وذهاب  ريحهم  !.
وبعضهم   يعلن  أنه  لن  يحب  نفسه إلا  إذا تحققت  تلك الشروط  والمعايير  ؛ فهو  يعلق  حبه لذاته  بهذه الشروط والمعايير  وتلك الأحلام والآمال  العريضة .
ثانياَ:  قبول  الماضي  بما   فيه  :
إن  قبول  ملفات  وأعمال  الماضي  كما هي ؛  من الإيجابيات  كما  هي  !  أو السلبيات   كما   هي  !  من  كمال  العقول والقلوب  والنفوس   والألباب ؛ تلك  الأيام والليالي  بما  فيها  على  العاقل الكيس الفطن اللبيب   أن  يقبلها  كما   هي  !
ثالثاً: التوقف  عن اجترار  الأخطاء  والسلبيات:
حياة  الإنسان   حقيقة هي عبارة  عن شريط  سينمائي كبير ، مجموعة  الأحداث والوقائع الحياتية  ، مجموعة  الأخطاء  ، مجموعة من الهنات  والسلبيات  ، مجموعة  من الحماقات والإنكسارات   فعلى  العاقل الكيس الفطن اللبيب   أن يتوقف عن علك  الماضي السلبي  ! وتوقف من إعادة الروح  فيه !
رابعاً: إغلاق بوابة الندّم  : يكون  هذا  الإغلاق   هو  الإغلاق الكبير  النهائي  ؛  وعدم  فتح  تلك  البوابة  مهما  كانت الظروف والأحداث والضغوط المختلفة  .
خامساً: إغلاق  شريط  اللوم  :  يبقى اللوم والتأنيب  هو المحطم  الكبير  للنفس والذات  ، وهو  يسهل  فتح ملفات وأعمال الماضي  والتفتيش   فيها  ،  ثم اللوم  والتأنيب   على كل  حدث  حدث  في  الماضي  .
سادساً: إيقاف  خدمات   المقارنات  :  من الظلم  البين  للنفس  والذات    هو المقارنات  المستعرة  والمشتعلة   بين  الإخوة والأخوات   ،  والأصحاب  والأقارب  والأرحام والأصهار والأحباب والأصدقاء ،  وهو  باب  لا يقف  عند  حد  له  !
والأفضل والأحسن والأجود والأقوى   هو مقارنة النفس والذات بالنفس   والذات  في  المراحل  والمحطات المختلفة والمتباينة.
سابعاً: قبول  النفس  والذات   كما   هي  ! قبول  الشكل والصورة  حقيقة   كما هي  !  قبول  اللون واللسان  كما  هو  !
قبول   الطول  والعرض   كما  هو  !
قبول  الأهل والأولاد والأقارب والأرحام والأصهار   كما  هم  !
ثامناً: الاهتمام والاحترام والتقدير والثناء  للنفس  والذات؛  ويجدد  ذلك  باستمرار   ما  فينة  وأخرى  .
تاسعاً: إظهار  وإبراز  الحدود  بين النفس  والذات  وبين  الآخرين  ، وعدم  الإكتفاء بالمقارنة  أو  المشاهدة .
عاشرا:  جميع  أقوال وآراء  الناس  فيك وفي ذاتك  !  تبقى    !  مجرد   رأي   لا   يفسد   للود  قضية  ! وعلى  المؤمن  الكيس الفطن اللبيب أن يعلم   أن   الله تعالى  قد  خلقه بيده  ،  وعلمه  من  علمه  ! ونفخ  فيه  من  روحه ، وأسجد  له  ملائكته  .

المصلح والمستشار الأسري

د. سالم بن رزيق بن عوض.

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى