كُتاب الرأي

(متى تصحوا الأذيال)

اللواء/ محمد سعد الربيعي

يقول المثل (أنج سعد فقد هلك سعيد ) ..من خلال الأحداث الأخيرة في لبنان ، والعمليات العسكرية الإسرائيلية التي قصمت ظهر حزب اللات ، من ملاحقة واستهداف بواسطة الهواتف النقالة إلى وسيلة البيجر التي كانت بمثابة قطع الشريان التاجي لحزب الله ، وأثارها المدمرة للحزب في هيكليته ، وعناصره وقياداته المهمة .
إن تلك العمليات لم يكن مصدرها آلي فقط ، بل بشري بإمتياز ، بما معناه أن إسرائيل جندت الكثير من عناصر الحزب ، وكذلك من اللبنانيين الذي ضاق ذرعهم من الحزب ، فلجئوا لتزويد إسرائيل بسيل من المعلومات عن الأهداف والقيادات الحزبية ، وكانت النتائج مروعة ومدمرة لنصر اللات وربيبته طهران،
ما أود الذهاب له في هذا المقال هو أن حزب اللات يمر الآن في حالة مخاض قد تنتهي بهلاكه هو وقياداته ، ولعل السبب في ذلك هو تخلي إيران عنه ( كذيل لها في لبنان ) ، وهو مايعني أن على الحزب مواجهة مصيره المحتوم مع إسرائيل التي تنادي بإنسحابه إلى نهر الليطاني ، وهو مارفضه الحزب من عشرات السنيين عندما تدخلت الجامعة العربية في محاولة لنزع سلاحه ، وقد يجد الآن زميره نفسه مضطراً لتنفيذ الشرط الإسرائيلي رغماً عن أنفه.
إذاً المعطيات المؤكدة تشير بأن إيران تركت ذيلها في لبنان ليلقى مصيره المحتوم ، ولعل السبب الرئيسي في ذلك هو خشية وهروب إيران من مواجهة إسرائيل ، وقامت بتقديم الحزب كقرابين لتنجوا هي بنفسها من الهزيمة ، ومايؤكد ما نتحدث عنه هو ماصرحت به إيران على لسان خامنئيها المتضمن أن الوقت الآن غير مناسب لمواجهة إسرائيل !؟
وهنا يتبادر السؤال لكل صاحب عقل ، متى تصحوا ماتسميه إيران دول المقاومة ( الممانعة) وأذيالها في المنطقة من غيها وتعود لرشدها ، وتنطلق من المثل الذي أشرنا له في صدر هذا المقال ( أنج سعد فقد هلك سعيد) .
أعتقد أن كل أذيال وأذناب إيران فهموا اللعبة ، وأدركوا أنهم تورطوا بتحالفهم مع إيران ، والآن هي تركت زميرة ، وقبلها تركت الحوثي عندما ضُربت الحديدة من إسرائيل ،وضُربت كل مليشياتها ومواقعها وكبار عناصرها في سوريا ، بقي مليشياتها الخانعة لها في العراق التي تتلقى الصفعات يومياً . لازالت إيران تدعي نصرة المظلومين الخادعة، التي خدعت تلك الأذناب والذيول ، وتوقعوا أن إيران ستعيد مجدهم ، ولكنهم أيقنوا الآن أن إيران ستركب ظهورهم ، لكي لا تتسخ أرجلها في الوحل ، هذه إيران التي خرج خامئنيها اليوم ليقول للعالم نحن دولة سلام ولانريد الحروب!؟ بينما قال قبلها تصريح سابق أن الوقت لم يحن للرد على إسرائيل !؟ ، تصريحات تهز جوانب أذيال إيران المهترئة ! وتصريحات إيرانية متناقضة تدل على الذعر من الرد الإسرائيلي .
إذاً على أذيال إيران وأذنابها في المنطقة أخذ العبرة مما وصل له حال زميره وحزبه في لبنان الذي يتلقى الضربات يومياً ، وحاله كحال الخاضع من الرجال في القتال عندما يقول لمن يضربه (زد واحدة وتشوف ) !؟ أي سترى الرد وهو لايستطيع الرد على خصمه الذي يكرر ضربه وهو يكرر زد واحدة وتشوف !؟ ، وحوثيي اليمن ، وترك إيران لهما لمواجهة مصيرهما مع إسرائيل ، والنجاة بأنفسهم وقواتهم ، والعودة لأوطانهم وقياداتهم الحقيقية المناهضة لإيران ، ووضع أيديهما مع بعض ، وطرد كل عميل إيراني وفارسي يريد توريطهم في حروب لا طائل لها إلا لخدمة إيران ليس إلا!؟
كما أن على الدول التي تتواجد فيها هذه الأذناب والمليشيات أن تقوي قواتها الآن لمواجهة هذه الأذناب وطردهم من دولهم ، بل الحاق الهزيمة بهم ، والإكتفاء من شرهم وهذه فرصتهم التي أتت على طبقٍ من ذهب.

كاتب رأي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى