لماذا حين نختلف نفترق ؟!!

إذا كان الإختلاف يؤدي الى القطيعة ، فأين ذهبت الفضيلة ؟
وإذا كان الإختلاف يحتاج الى سنين حتى تعود المحبة من جديد.
فأين ذهب الود ؟
وإذا كان الإختلاف يؤدي إلى الهجر ، فأين ذهبت العِشرة ؟
وإذا كان الإختلاف يؤدي إلى الأحقاد ، فأين ذهبت الطيبة ؟
وإذا كان الإختلاف يؤدي إلى الكُرْه ، فأين ذهب الحب ؟
هناك فرق بين الخلاف والإختلاف ، الخلاف لا نتمناه أما الإختلاف فهو ظاهرة صحية وهو في نفس الوقت لا يفسد للود قضية .
الإختلافات لا بد منها وهي جزء لا يتجزأ من هذه الحياة ، بل هي سُنة من سُنن الحياة ، وانا على يقين بأننا جميعاً نعلم ذلك ..!!!
فلماذا اذاً نسرع بالتخلص من احبابنا واصدقائنا واخواننا واقاربنا وهم قد فعلوا لنا ومن اجلنا الكثير ؟
لماذا ننتظرهم حتى يرتكبوا خطأً لننهي كل شئ او هم ينهوا كل شيء ؟
وكأن حياتنا وذكرياتنا الحميلة معهم ومواقفهم الرائعه معنا كانت مجرد ورقة تُرمى في سلة المهملات …!!!
لماذا اصبحت حياتنا اشبه بدفتر مليء بالأوراق ، وكل ورقة منه عبارة عن شخص نمزقه ونرميه كيف ما نشاء ووقت ما نشاء …!!!
غير مباليين بحجم الجرح والألم الذي نتسبب لهم فيه بلا رحمه وبدون وجه حق … لماذا ؟
وليتنا نكتفي بهذا فقط ..
بل ننتهي من شخص ونبدأ رحلة البحث في دفترنا عن ورقة شخص آخر .. وآخر … وآخر …
الى أن ينتهي الدفتر ويفنى العمر ويكون قد فاتَ آوان التسامح ..!!!
ماذا حصل لنا ؟
اين ذهبت النفوس الطيبة والقلوب المتسامحة ؟
رحم الله من تغافل وستر العيوب والزلات من اجل بقاء الود ودوام المحبة …
ابتسموا وسامحوا ، واغسلوا قلوبكم من همزات الشيطان وسوء الظن ، والتمسوا لإخوانكم واحبائكم ولو عذراً واحداً من السبعين عذراً ، فنحن في اعوام تتساقط فيها الأرواح بلا سابق إنذار .
عبدالله بن سالم المالكي
كاتب رأي ومستشار أمني
الإثنين 20 / 5 / 2024 م
صحيفة آخر أخبار الأرض