لاتوقد في صدرك فرناً

لاتوقد في صدرك فرناً
التسامح يمثل شكلاً من أشكال الفضيلة والتي تسمح للإنسان بالخلاف مع الاخر على اساس عقلي واخلاقي وليس عاطفي او جهوي او عرقي لان التسامح يُعد من أرقى مظاهر التحضر الإنساني، حيث يُعلي من شأن التفاهم والتعايش، ويمنح العلاقات الاجتماعية بعدًا إنسانيًا يتجاوز المصالح الضيقة والغرائز البدائية. فحينما يختار الإنسان أن يغفر، فإنه في الحقيقة يحرر نفسه من قيود الكراهية ويمنح قلبه مساحة للسلام الداخلي. ليس تنازل صادر من خوف او ضعف او قلة حيلة بل هو صادر من قوة ارادة وعزيمة تدفعه للانتصار على نفسه واكتساب الايجابية بعيدا عن شبح السلبية والعدوانية الناتج من الغضب والجهل وأهواء النفس إننا حين نُربي أبناءنا على التسامح، فإننا لا نعلمهم الضعف، بل نزرع فيهم قوة القلب وصفاء الروح، ونمنحهم أداة فعّالة لبناء مستقبل تسوده المحبة والعدل فالحقد وتتبع عثرات الآخرين لايورث إلا الحسرة في صدر الحاقد ولن يكسب غير ان يحرق نفسه قبل ان يحرق غيره
يقول شكسبير:
( لاتوقد في صدرك فرناً لعدوك فتحترق فيه انت).
عبدالله بن عبيد اليوبي