كُتاب الرأي

عيد الأضحى والاختبارات النهائية

تركي عبدالرحمن البلادي

عيد الأضحى والاختبارات النهائية

بعد انتهاء إجازة عيد الأضحى المبارك، يستعد الطلاب في مختلف المراحل الدراسية للعودة إلى مقاعد الدراسة يوم الأحد القادم، حاملين في أذهانهم تحديًا جديدًا يتمثل في الاستعداد لخوض الاختبارات النهائية التي تقترب بسرعة وتفرض عليهم ضغطًا كبيرًا. كانت فترة العيد مليئة بالفرح والاحتفالات والزيارات العائلية، والتي تعد فرصة للراحة والاستجمام بعد مجهود دراسي طويل، لكن الآن أصبح على الطلاب أن يستعيدوا تركيزهم وينتقلوا من أجواء الفرح والراحة إلى جو الدراسة والمذاكرة المكثفة. هذا الانتقال ليس سهلاً كما يبدو، إذ يحتاج الطلاب إلى إرادة قوية وتنظيم دقيق للوقت من أجل استعادة النشاط الذهني والاستعداد الجيد للاختبارات.

مع قصر الفترة الزمنية بين نهاية العيد وبدء الاختبارات، يصبح على الطلاب استثمار كل لحظة بشكل فعّال. تنظيم الوقت والالتزام بخطط المذاكرة تعد أمورًا حيوية لإنجاح هذه المرحلة، حيث لا مجال للتسويف أو التراخي، إذ أن أي تأخير قد ينعكس سلبًا على أداء الطالب في الامتحانات. وفي هذا السياق، تلعب الأسرة دورًا أساسيًا في دعم أبنائها، عبر توفير بيئة هادئة ومناسبة للدراسة، وتشجيعهم على الموازنة بين الاستمتاع ببقية أيام العيد إذا توفرت وبين العودة الجدية للمذاكرة. كما يُنتظر من المدارس أن تقدم برامج مراجعة مركزة تساعد الطلاب على تنظيم وقتهم وتحديد أولوياتهم الدراسية، مما يسهم في تخفيف العبء النفسي عليهم.

من المهم أن يدرك الطلاب أن العودة إلى الدراسة بعد العيد ليست مجرد استئناف للمذاكرة، بل هي بداية فترة حاسمة في العام الدراسي تتطلب بذل جهد مضاعف وتركيزًا عاليًا. لذلك، يُنصح الطلاب بوضع خطة واضحة تشمل تقسيم المواد الدراسية بشكل منطقي حسب صعوبة المادة واحتياج الطالب للمراجعة، مع تحديد أوقات للمذاكرة وفترات للراحة، للحفاظ على النشاط الذهني وتجديد الطاقة. كما يجب عليهم الابتعاد عن الملهيات الرقمية والاجتماعية قدر الإمكان خلال هذه الفترة، لضمان استثمار الوقت بشكل فعّال.

ختامًا، تمثل العودة إلى المدارس بعد إجازة عيد الأضحى نقطة انطلاق مهمة نحو الاختبارات النهائية، التي تعتبر مرحلة مصيرية تحدد مستوى التحصيل الدراسي للطلاب. وبالتخطيط الجيد، والتنظيم الدقيق للوقت، والدعم المستمر من الأسرة والمدرسة، يمكن للطلاب أن يتجاوزوا هذه المرحلة بنجاح ويحققوا نتائج مشرفة تعكس جهودهم طوال العام الدراسي، مع الاستفادة من التجربة التي تعلمهم كيف يوازنوا بين الفرح بالعيد ومسؤولياتهم التعليمية.

كاتب رأي

 

 

تركي عبدالرحمن البلادي

كاتب رأي وباحث تربوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى