نقشٌ على كُهوفِ عُروقِنا

بشير الصاعدي
نقشٌ على كُهوفِ عُروقِنا
ما أسسوكَ على الترابِ كِيانا
أُسستَ في أعماقنا ودمانـــــــا
وطن نما فينا كما ننمو به
ليذوق طعم الانصهار كلانا
فوق الثريا نحن أم فوق الثرى
يا أرضنا إنّا نراكِ سَمَانا
أتَذَكر الأطفالَ حين ترعرعوا
في دفءِ حضنك لؤلوا وجمانا
أنشأتنا بأمومةٍ وأبوةٍ
لنراك برا، أمنا وأبانــــــــــــــــا
قد كنتَ حين تَنَاهَبتكَ قُلوبُنا وطنًا
فصرتَ بشعبنا أوطانـــــــا
إنَّا نُذيبك في مياه عيوننــــــــــا
كي يقرأوا في مائها العنوانا
يا موطني صوتي يفوق ربابتي
وسيخذل القوسُ الضعيفُ غنانا
برقٌ لمعتٌ على منابتِ حلمِنا
فإذا بوبلك سابقٌ لمنانــــــــــــــا
ضاقت حناجرنا ببوح صدورنا
وطريقُ حُبِّك يستفزُ خُطانا
وطنٌ يطاوله الشموخ ولم نَجِدْ
لغة تليق بقدره ولسانــــــــــــــا
وطن توغل في مسام قلوبنا
سيظل أحجيةٌ بذهن سوانـــــــا
بقلوبنا وطنٌ يروح ويغتدي
فتراه من أنهارها ريانـــــــــــــــا
سيظل نقشا في كهوف عروقنا
ما زال ملتصقا بعهد صبانا