رحيق الكلمات

‏(لا يحسّون )

الشاعر / حسن ناصر المتعب

‏(لايحسّون )

‏ماذا يحسُّ وما هبّوا لما حسَّهْ
‏من مسَّهُ الوقتُ محتاجٌ إلى لمسَهْ

‏كانوا هنا حولهُ ريحاً مجلجلةً
‏وحينَ يسمعها لاشيءَ لا همسَهْ !

‏باعوهُ يأتي إليهم كلما ذهبوا
‏كم قد تذكرهم حتى نسى نفسَهْ

‏وظنهم في وفاءِ العمرِ مدرسةً
‏حتى رآهم فكانوا في الأسى درسَهْ

‏أسقيتَهُم من عيونِ القلب جاريةً
‏فأنكرَ الغرسُ من أسقى لهُ غرسَهْ

‏يحوُّلونَ الأغاني صوتَ ناعيةٍ
‏كأنما الحبُّ في مفهومهم نكسَهْ

‏دسُّوا إليكَ المآسي وسطَ ذاكرةٍ
‏من أتخمَ القلبَ تنكيلًا ومنْ دسَّهْ ؟

‏ناديتَ للآهِ جسَّاسًا ليسمعها
‏فما وجدتَ سوى المنفى لها جسَّهْ

‏في العرسِ وحدكَ لاصحبٌ ولا فرحٌ
‏قالوا : اتركوهُ وخلُّوا في المدى عُرسَهْ

‏يمضونَ مثلَ الليالي حينَ نفقدها
‏وكم يضيعُ الهوى إنْ ضيّعوا أمسَهْ

‏سيبرأُ الحرفُ من وخزاتِ من كتبوا
‏ويبرأُ الوردُ ممنْ حاولوا دهسَهْ

 

حسن ناصر المتعب

أديب وشاعر سعودي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى