كُتاب الرأي

فرحة عيد

بقلم الكاتبة/ جوهرة ال صالح

فرحة عيد

احتفالات عيد الأضحى في مناطق المملكة: تنوّع ثقافي ووحدة وطنية
يُعد عيد الأضحى المبارك من أعظم المناسبات الدينية في المملكة العربية السعودية، حيث يحمل أبعادًا روحية واجتماعية عميقة، ويُجسّد قيم التضحية والتكافل والتقوى. ومع أن روح العيد واحدة في جميع أرجاء المملكة، فإن مظاهر الاحتفال به تختلف من منطقة إلى أخرى، فتتنوع التقاليد وتتشابك العادات في لوحة ثقافية ثرية تعكس التنوع الجغرافي والإنساني للمملكة.
مكة المكرمة والمدينة المنورة: أجواء روحانية مميزة
تعيش مكة المكرمة والمدينة المنورة خلال عيد الأضحى أجواءً روحانية خاصة، حيث تحتضن المشاعر المقدسة ملايين الحجاج من شتى بقاع الأرض. ومع انتهاء مناسك الحج، يعم الفرح والسكينة، وتُقام صلاة العيد في الحرمين الشريفين وسط حضور حاشد من الحجاج والمقيمين. وتحرص العائلات على ذبح الأضاحي وتوزيعها على المحتاجين، ويُستقبل العيد بالأهازيج والدعاء والزيارات الأسرية.
نجد: الأصالة في التقاليد
في منطقة نجد، لا تزال مظاهر العيد تحتفظ بأصالتها، إذ تبدأ التحضيرات قبل العيد بأيام، من خلال تنظيف المنازل، وتبادل الهدايا، وشراء الملابس الجديدة. في صباح العيد، يؤدي الأهالي صلاة العيد في الجوامع والساحات المفتوحة، ثم يتبادلون التهاني ويجتمعون على موائد الإفطار المميزة بأكلات شعبية مثل الحنينين والقرصان. وتُقدّم الأضاحي، ويتشارك الناس لحمها في أجواء من التراحم والمحبة.
الحجاز: بهجة واحتفال
في مدن الحجاز مثل جدة والطائف، يمتزج الطابع الحضري بالروح العائلية في احتفالات العيد. تتزين المنازل والطرقات، وتُقام الفعاليات الترفيهية في المراكز التجارية والمتنزهات، كما تنظم الأمانات والأسواق الشعبية عروضًا فلكلورية تمثل التراث الحجازي. وتستقبل العائلات الزوار بالقهوة العربية والحلويات التقليدية مثل المعمول والغريبة.
الجنوب: فلكلور وتكافل اجتماعي
تتميز مناطق الجنوب، كعسير وجازان ونجران، بعاداتها الفريدة خلال العيد، حيث ترتدي النساء والرجال الأزياء الشعبية، وتُقام العروض الفلكلورية مثل الزامل والخطوة.  وتشهد المجالس حضورًا اجتماعيًا كثيفًا، ويتبادل الناس زيارات التهنئة وتوزيع الأضاحي، ويحرصون على مشاركة الفقراء والمحتاجين.
الشمال والشرق: حفاوة وتقاليد راسخة
في مناطق الشمال مثل تبوك والجوف، يحتفل الأهالي بعيد الأضحى من خلال الزيارات العائلية، وتقديم الأكلات الشعبية كالمنسف والمطازيز. أما في المنطقة الشرقية، فتبرز مظاهر التآلف بين مكونات المجتمع المختلفة، وتُزين الشوارع وتُقام الفعاليات في الحدائق والساحات العامة، خاصة للأطفال، مما يعكس روح الفرح والتعاون.
(وطني)
رغم اختلاف العادات والتقاليد بين مناطق المملكة، فإن القاسم المشترك بين الجميع هو الفرح، والكرم، وصلة الرحم، والتكافل الاجتماعي. وتجسّد احتفالات عيد الأضحى في المملكة وحدة الوطن في تنوعه، وترسّخ القيم الإسلامية الأصيلة التي تقوم على الرحمة والعطاء.

كاتبة رأى ومؤلفة

جوهرة حمزة آل صالح

كاتبة ومؤلفة ومشرفة ثقافة الطفل والقصص المتحركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى