حب الظهور والاستعراض

🖋️ د. عبدالعزيز رداد الحارثي
حب الظهور والاستعراض
قد ينبهر بعض الناس ويصيبه الغرور بالمظاهر والماديات وحب الاستعراض والتَّصَدُّر والشهرة، فتراه دائماً يسعى إليها ويتفاخر بها في وسائل التواصل الاجتماعية المختلفة وتكون شغله الشاغل في حياته.
وحب الظهور والاستعراض والتَّصَدُّر والشهرة هي من أمراض القلوب التي نهى الإسلام عنها وقد تكون من كفر النعمة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم (مَن لَبِسَ ثوبَ شُهرةٍ في الدُّنيا، ألْبَسَهُ اللهُ ثوبَ مَذلَّةٍ يومَ القيامةِ). رواه أحمد. ولحب الظهور والاستعراض دلائل كثيرة أهمها الشعور بالنقص وعدم الثقة بالنفس. كما أنها دليل على نقص الإيمان وقلة العقل وسطحية التفكير.
والحقيقة أن قيمة الإنسان ومكانته، ليست بالمظاهر المادية، لا في أموال يجمعها ولا مناصب يشغلها ولا رتب وألقاب يتسمَّى بها أو حسب ونسب يرثه، بل هي في سمو أخلاقه وجمال أفعاله.
كيف هي أخلاق ذلك الإنسان مع الآخرين؟ هل يتصف بطلاقة الوجه، وحُسْن الكلام، ومدارة الغضب، وكف الأذى، وبذل المعروف؟ وكيف هو سلوكه مع أسرته ومحيطه؟ هل هو شهم وكريم ومخلص وحليم؟ وماذا قدم من علم أو عمل مفيد لمجتمعه ووطنه؟
تلك هي مكارم الأخلاق التي في الواقع هي ما يحدد قيمة الإنسان وقدره، رجل كان أو امرأة، وليست تلك القشور من الماديات الفانية والمظاهر الزائفة التي قد تكون سبباً في شقاءه وتعاسته في الدنيا والآخرة.
يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
إن المَكارمَ أخْلاقٌ مُطَهرةٌ
فَالدَيْنُ أَوَلُها والعَقْلُ ثَانِيها،
وَالعِلْمُ ثالِثُها وَ الحِلْمُ رابِعُها
والجودُ خامِسُها والفضلُ سادِيها،
والبرُ سابِعُها والصَّبرُ ثامنُها
والشُّكرُ تاسِعُها واللَّينُ باقِيهَا،
والنفْسُ تعلمُ أني لا أُصِادقُها
ولستُ أَرْشدُ إلا حينَ أَعْصِيهَا.
كلام رائع وحقيقة مؤلمة في مجتمعاتنا اليوم نراها ونلهث وراءها ،،
شكراً أبا فراس على هذه المقالة الأروع ،،،
أشكرك على تعليقك الجميل ومشاعرك الطيبة، تقبل خالص تحياتي وتقديري.
اسال الله ان يوفقك لكل خير وينفع بعلمك بارك الله فيك
أشكرك على مشاعرك الطيبة. تقبل الله دعواتك وجزاك الله كل خير.