( تقاسيم على وتر العام الجديد)
قُدُومُك ميمونٌ ! ووجهُك مُشرقُ
ونفحُ الخزامى فوق زنّدَيك يَعبِقُ
وفيضُ العطايات ترتقي فوق خيرها
تُجمّعُ أحياناً !! وحيناً تُفرّقُ
تزفُ إلى كل الوجود وجودَه
وتهدي إلى الأيام عمراً وتُغدِقُ
كأن الليالي فوق دنياك جنةٌ
لها منظرٌ زاهٍ ووجهٌ ومنطقُ !
*****
تجيء إلى الدنيا كأنّك صنوها
تراتيلُ عزّافٍ ! يَقولُ ويَصْدُقُ
وكم تدّعى الأيامُ أنّك ضدُها
وأنّ الليالي بين جنبيك تَطرُقُ !
وأنّ الدواهي تلتقي في فحيحها
عِواءُ الضواري فوق دنياك تُطبِقُ
صريخُ الأيامى واليتامى حقيقةٌ
فقل لي يا تأريخ من ذا نُصدّقُ ؟!
*****
عجائبُ هذي الأرض حيٌّ وميتٌ
فقارونُها منها يجودُ ويُنفقُ !
تخوضُ صغارُ الفلك كلّ بحارِها
وقد تُبصرُ العملاقَ في البحر يَغرقُ
مشاهيرُ أمثالُ الجرادِ تخالُهم
وقد يرتمي في النار ! والنارُ تُحرقُ
معادنُ أهل الأرض تِبرٌ وفضةٌ
وينبوعُ أخلاقٍ يجودُ ويُغدِقُ !
*****
طريق الحيارى فوق شقيه ناعقٌ
فما زال من كل التواريخ ينْعقُ
ومازال يبكي الأمسَ والأمسُ مثله
وكيف تُريدُ البابَ ! والبابُ مُغلقُ؟!
تسير نجاحاتُ الرجال على الهدى
وقد تُدرك الأيامُ جيلاً ! وتلحقُ ؟!
تُسابقُ أنفاسُ الحضارات بعضها
فتُسبَقُ أحياناً ! وفي حين تَسبِقُ !
*****
تعالى إلى الدنيا فوجهك وجهها
تبثُ أناسِي الأرض طهراً وتَعشقُ
وتهدي الهدى والفن كُلّ بساطها
مروجاً وأزهاراً وفلاً يُصفّقُ
وأسرارَ أسرارِ السعادة كلها
ويُغضي حياءً كُلُّ خلٍ ويُشفِقُ
تعالى تعالى فالبساتين تشتهي
قُدومَ صباحٍ بين خديه تُشرقُ !!
*****
الشاعر السعودي الدكتور
سالم بن رزيق بن عوض.
