تباشير الشتاء

بقلم: نجلاء حمزة – مكة المكرمة
تباشير الشتاء
هل أعلن الصيف الرحيل، وضلت الشمس في سكون؟ اعتدنا كل يوم على إشراقة شمسٍ ساطعةٍ، مشرقةٍ تصافح السماء ليوم جديد. لكنها غابت، وكأنها تراهن مع الصيف على حضور الشتاء وعودة الغيوم. أجل، نرحب بالأمطار والغيث الذي يُحيي الزهور. ما أجمل ليالي الشتاء وطقوسه: معطف شتوي، مظلة، والقهوة الساخنة في الكوب. غادرت شمس النهار، وأسدل الليل أوقاته الطويلة تحت ضوء القمر.
إذن، نطرح سؤالاً: ما هي الفصول الأربعة؟ صيف وشتاء وربيع وخريف. واليوم، في مقالتي، أتحدث عن الشتاء ومرادفه الصيف، وقد ورد ذكرهما في القرآن الكريم، كما قال الله تعالى: “إيلافهم رحلة الشتاء والصيف”. على الإنسان أن يتأمل في خلق السماوات والأرض ويشكر الله على نعمه. قال الله تعالى: “إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب”.
الفصول الأربعة تتعاقب بحكمة إلهية عظيمة، ولكل فصل ميزاته وفوائده. على المؤمن، حين يدخل الشتاء، أن يزيد إيمانه ويتذكر قدرة الله ورحمته، وأن يتأمل في الآيات التي غفل عنها الناس وسط مغريات الدنيا. البعض يرى قدوم الشتاء كالبرد الشديد، والسيول الغزيرة، والحاجة للمدافئ والملابس الشتوية، لكن الشتاء يحمل في طياته أكثر من ذلك.
أما الصيف، فهو مرادف الشتاء بمزايا مختلفة، حيث يتميز بارتفاع درجات الحرارة التي نستمد منها الطاقة. فوائد الحرارة للإنسان أكثر من مضارها، وكلها بحكمة ربانية. يتميز الصيف بقصر الليل وطول النهار، وهو فرصة للإنسان لاستغلال وقته في العمل والكفاح. قال الله تعالى: “وجعلنا الليل لباساً والنهار معاشاً”.
فيا سادة، هل أوشك الشتاء على الرحيل؟ أم أن هذه هي بداية حضوره بأجوائه الباردة وانخفاض درجات الحرارة؟ الزهور والورود قد تغطت بلباس من الثلج والصقيع، مما يجعل البلاد تزهو بجمال فريد. كم هو موسم جميل!
ومع ذلك، لا ينبغي أن ندفن روعة هبوب الهواء البارد بالتكاسل والخمول. بدلاً من ذلك، علينا أن نسعد كل صباح بالنشاط والحيوية ونسابق الطيور في النهوض. لنحرص على الاستمتاع بالشتاء دون أن نغضبه، وإلا قد يستعد لجمع حقائبه معلناً مراسم الوداع.
برأيكم، هل هناك أجمل من منظر بلورات الثلج المتساقطة، وبينها يلوح رجل ثلجي يرحب بالشتاء بابتسامته الباردة؟
كاتبة رأي وإعلامية
ماشاءالله