الألعاب في تعديل سلوك الاطفال / الجزء الأول

بقلم الكاتبة/جوهرة حمزة ال صالح
استخدام الألعاب في تعديل سلوك الأطفال بمرحلة رياض الأطفال
فاعلية اللعب في التربية والتعليم:
يمثل اللعب المرتكز الأساسي بالنسبة لطفل الروضة ,ومرحلة الرياض هي مرحلة الطفولة المبكرة التي من أهم مميزاتها ظهور اللعب كونه وسيلة تنموية أكثر منه وسيلة نشاط ترفيهية بالنسبة للأطفال هذه المرحلة واللعب في برامج الرياض يعتبر نشاط موجه ضمن برامج الروضة يقوم به الأطفال لتنمية قدراتهم وإمكانياتهم العقلية الجسمية والنفسية بحيث يساعدهم على تكوين شخصية لها من صفات التوازن مما يحقق لها توافق أفضل مع ظروف الحياة اليومية كما أن الألعاب التعليمية في مرحلة الرياض هي وسيلة الروضة لمساعدة الأطفال على اكتساب المعرفة وتوسيع مداركهم في مجالات الحياة المختلفة ومبادئ العلوم.
وظائف اللعب:
تختلف وظائف لعب الأطفال بحسب جوانب الاهتمام في كل مدرسة أو مرحلة عمرية وعموما لابد من ثلاث مجالات أو جوانب أساسية يجب أن يتناولها أي برنامج في رياض الأطفال وتغطيها هذه الألعاب وهذه المجالات هي مجال الوظائف التربوية البيولوجية والنفسية.
أولا: الوظائف التربوية للعب:
1-إعداد الطفل للحياة. يتعلم الطفل الكثير من السلوكيات ومعايير الصواب والخطأ من خلال اللعب
2- تنمية المهارات البدنية. يعمل اللعب بشكل مستمر على إكساب الأطفال مهارات استخدام اليدين والرجلين، خاصة استخدام الأصابع في مسك القلم في مسك القلم والملعقة الشوكة وغيرها.
3- تنمية المهارات العقلية. يعمل اللعب على إكساب الأطفال بعض المفاهيم العقلية المفاهيم المتصلة بالحساب كمثال تسلسل الأرقام والعلوم الماء والهواء واللغة معاني الكلمات وتكوين الجمل.
4- يعمل اللعب على إكساب الأطفال مهارات أساسية في مجالات العلوم الطبيعية والاجتماعية والرياضيات واللغة والفنون
ثانيا: الوظائف البيولوجية للعب:
اللعب هو جزء من عملية نمو الطفل – تفريغ الطاقة الحركية الزائدة – استثمار أمثل للطاقة العضلية الزائدة – تقوية بنية الطفل عضلاته وأعضاء جسمه المختلفة – تحسين مهارات الطفل الحركية – اكتشاف جوانب النقص والقصور الحركي إن وجد.
ثالثا: الوظائف النفسية للعب:
تأكيد الذات يستطيع الطفل من خلال اللعب التعبير عن مشاعره بطريقة يثبت من خلالها ذاته كأن يختار اللعب التي يريدها -الترويح عن النفس من خلال الاستمتاع باللعب – تنمية قدرات التفكير والتخيل والفهم – تنمية المهارات والمحصول اللغوي – تنمية القيم الاجتماعية حيث يعتبر اللعب مجال خصبا لتنمية دائرة الطفل الاجتماعية.
تصنيف الألعاب لطفل الروضة:
تعتمد تصنيفات الألعاب على مظاهر ومطالب النمو المختلفة التي يمر بها الأطفال في هذه المرحلة ولكي نعرف اللعبة المناسبة لكل مظهر من مظاهر النمو ومطالب النمو التي يحتاجها علينا أولا أن نتعرف على هذه المظاهر والتغيرات النمائية التي تمر بها ومن ثم تحديد مطالب النمو وحاجات الأطفال من الألعاب التي تشبع لهم هذه المطالب.
أولا: مظاهر النمو الحركي:
يتميز النمو الحركي لطفل مرحلة الرياض (ما قبله التعليم الأساسي )بكثرة النشاط والحركة على الرغم من أن النمو الجسمي في هذه المرحلة أبطأ من سرعة النمو في المرحلة السابقة وهي مرحلة المهد إلا أن معدل النمو السريع للعضلات الكبيرة يستمر (الرجلين واليدين) مما يجعلنا نشاهد أطفال هذه المرحلة وهم في حركة مستمرة من الجري والقفز والتسلق ورمي الكرة وغيرها وكأنهم في حركة مستمرة دون توقف .أما العضلات الدقيقة مثل عضلات أصابع اليدين فهي تسير بسرعة نمو أبطأ من العضلات الكبيرة ويظهر ذلك من خلال مواجهة أطفال هذه المرحلة صعوبات في استخدامها تتبين عندما يحاول هؤلاء الأطفال ربط خيط الحذاء أو أزرار قميص أو الكتابة ,لأن هذا الأمر على ما يحتاجه من سيطرة أكبر للطفل على عضلات أصابعه الصغيرة فهي تتطلب أيضا وجود توازن وتآزر وتناسق بين حركات الأصابع الدقيقة و الإدراكات البصرية ,كما نلاحظ ذلك عند قيام طفل بمحاولة مسك قلم بجميع أصابعه عند الكتابة فتكون كتابته كبيرة
الألعاب المناسبة لمطالب النمو الحركي.
من أنسب الألعاب التي تساعد على تنمية مطالب النمو لطفل هذه المرحلة هي الألعاب التي تتطلب استخدام العضلات الكبيرة من هنا نعتقد بأن زيادة فرص لعب الأطفال في الساحات الواسعة تساعدهم على استهلاك الطاقة العضلية وفي نفس الوقت خفض الآثار السلبية الناتجة عن وجود هذه الطاقة الحركية الزائدة ,خاصة في حالة محدودية فرص استهلاك هذه العضلات .ولكن في نفس الوقت يجب أن لا نفهم من ذلك بأننا نستبعد الألعاب التي تتطلب استخدام العضلات الدقيقة إنما الفكرة هنا تتمثل في استغلال مثلا المظاهر النمو في المرحلة العمرية التي يمر بها الطفل بحيث تكون الألعاب التي تتطلب استخدام العضلات الصغيرة في مستوى أقل من الألعاب التي تتطلب استخدام العضلات الكبيرة.
كاتبة ومؤلفة
يتبع