ولائم الافراح و الاتراح

خلال فترة جائحة( كورونا)طبقت ضوابط صحية واجتماعية و تباعد قوية حددت فيه الاعداد وبروتوكولات حضور المناسبات المتعلقة بولائم الافراح والاتراح و ما كان يتخللها من مبالغة في التكاليف و اسراف …
و بعد انتهاء الجائحة..عادة للظهور مرة اخرى بعض العادات في اقامة ولائم العزاء التي تستمر بعضها لمدة ثلاثة ايام …
و تختلف من مدينة الى اخرى من حيث المدة و طريقة اقامة سرادق العزاء …
مثلاً في المدينة المنورة طيبة الطيبة لدى البعض يستمر استقبال المعزين لدى بيت اهل الميت من الصباح حتى المساء لمدة ثلاثة ايام
و يقدم خلال هذه الفترة القهوة و الطعام و يكون هناك ارهاق لاهل الميت على مدار اليوم خاصة اذا كانت في المنزل ..
بينما هناك عادات للعزاء في مكة المكرمة و بعض المدن ..
يقام سرادق عزاء في الشارع واحيانا قفل الشارع العام 🤔بوضع كراسي في الموقع الذي يحدد به العزاء عند اهل الميت لمدة ثلاثة ايام …
تقدم فيه ولائم العزاء لاطعام المعزين و اهل الميت ..
و الافضل من ذلك ان تقام سرادق العزاء في مسجد الحي وضع كراسي في مكان مناسب تابع للمسجد يحضر المعزين جيران المسجد
و اهل الميت ويقدمون واجب العزاء بعد صلاة المغرب و تنتهي مراسم العزاء برفع اذان صلاة العشاء
و يتم جمع الكراسي و السجاد و وضعها بمستودع المسجد …
وهذه عادة جيدة لايكون في تبذير ولا اسراف بل يكون فيها اهتمام من بعض الاقارب واهل العلم و الفضل و الحكمة باطعام اهل الميت لوجود ما يشغلهم …بسبب مصابهم الجلل..
اما بعض مناسبات الافراح التي يتخللها الاسراف و التبذير و توجيه الدعوة لكل من هب و دب باعداد كبيرة تماشياً مع العادات و التقاليد و ما يشوب بعضها شيء من التفاخر ..
تماشياً مع بعض تيارات العادات القديمة …التي اكل عليها الزمان و شرب …
و بلا شك ان هناك اعتدال من قبل البعض يقتصر توجية الدعوة للزواج للاقارب من الدرجة الاولى والارحام و الجيران اكرماً للنعمة و منعاً للاسراف و تخفيفاً على العروسين مالياً …
و حقيقة مع التوعية و التثقيف و الارشاد سوف تتلاشى عادات التبذير و التكلف الدخيلة ،،،
لان العزيمة موجودة لدى الرجال و تحتاج تعاون ايجابي من النساء شقائق الرجال ،،،،
للحد من المبالغات في ولائم الافراح و ما تشملة من حفلات مكلفة و مرهقة …
مثل ما يسمى بحفل توديع العزوبية
وحفل الخطوبة
و حفل الشبكة
و حفل (دبش )العروسة بسيارة مجهزة!!! لنقلة الى منزل العروسين..
ثم الوليمة الكبرى للزواج و يتم توجيه رقاع الدعوة للقريب و البعيد
دون معرفة العدد الفعلي الذي سيحضر المناسبة ويتم التقدير بشكل عشوائي تقريبي فقد يحضر نفس العدد او اكثر او اقل …و قد لا يحضر و لا يعتذر البعض ،،
و خاصة اذا كان هناك اقامة ( ملعبة شعراء .. محاورة .. او زير .. عرضة و زفة ،،او مزمار ..و يحضر كل من سمع بذلك ،،،
لدى الرجال كالمعتاد …
كذلك الحال في قاعة النساء ان كان هناك طربب و هي التي تردد اغاني و كلمات لفنانين .. و تحفظ اللحن ..و تقرأ كلمات الاغنية من الدفتر او حاليا ( الايباد) و (النوتة)لحقوق محفوظة.
و تتقاضى مبلغ و قدرة مقابل ذلك
و يحضر العديد و تزداد التكاليف ..
و هناك الزواج الجماعي…مميز ..
و هي فكرة جميلة يقوم بها البعض و قد حضرت زواج جماعي لعدد تسعة عرسان الشهر الماضي بمحافظة الطائف في ليلة بهيجة ..
حلت بها البركة و السرور…
وكان الفرح جميل و مختصر
و فيه تخفيف للتكاليف على العرسان و اهاليهم و المدعوين
و تحصل فيه البركة باذن الله لاحسان النعمة دون اسراف او تبذير..
و لعل التوعية تؤثر ايجاباً في الفريقين الرجال و النساء…
للحد من الاسراف في تكاليف ولائم الافراح و الاتراح ….
ادام الله افراحكم جميعاً بالمسرات..
وادم علينا نعمة الامن و الامان في الاوطان و صحة الابدان ، وحفظ الله لنا قيادتنا و ادام عزها.
عايض تغاليب الحربي
كاتب رأى
12-2-1446