ملائكة على هيئة بشر

ابتسام عبد العزيز الجبرين
ملائكة على هيئة بشر
أتحدث عن أولئك النادرين الذين يشبهون الضوء أكثر من الناس ، ففي أركان هذا العالم المزدحم ، حيث الضجيج يعلو والقلوب تثقل، يظهرون … لا بأجنحة ، ولا بهالات نور ، بل بقلوب تشبه السماء في صفائها.
إنهم الأشخاص الذين يشبهون الملائكة ، لا لأنهم خارقون ، بل لأنهم في عالم امتلأ بالخداع ، اختاروا أن يكونوا نبلاء . هؤلاء هم “الملائكة على هيئة بشر”.
لا يبحثون عن الأضواء ، بل يضيئون دروب الآخرين بصمت. ولا يكثرون الكلام عن الخير ، لكنك تجده في أفعالهم كما يرى الأمل في عيون اليائسين .
تراهم في من يصغي لك حتى عندما لا تجد كلمات تصف ما بك . في من يربت على كتفك دون أن تسأله، ويمنحك من دفء قلبه ما يكفيك لتكمل طريقك .
قد تجدهم في صديق يذكرك بنفسك عندما تنساها. ، فقط لأن طيبه لا يسمح له أن يراك حزيناً. هم أولئك الذين يختارون أن يكونوا لطفاء رغم قسوة ما مروا به، الذين لا يدينونك على ضعفك، بل يعانقونه.
هم نادرون… لا لأنهم أفضل من الجميع، بل لأنهم أصدق من أن يتكرروا كثيراً. هم لا يسعون للكمال، بل يسكنون التفاصيل الصغيرة التي تحيي القلب. في دعوة صامتة، في نظرة حانية، في وجود يشعرك أنك لست وحيداً.
وفي زمن تباع فيه المشاعر وتشترى، يمر هؤلاء علينا كأنهم تذكير من السماء بأن الخير لا يموت .
وبأن هناك من يشبهون النقاء، فقط بلا أجنحة.
فإذا صادفت يوماً ملاكاً بهيئة بشر ، تمسك به جيداً… فهؤلاء لا يتكررون كثيراً، لكنهم حين يأتون ، يغيرون حياتك إلى الأفضل دائما ، هم قناديل في دروب الظلام .
فأولئك النادرون فقط لو غابوا لسنوات عديدة فلن تغيبهم الذاكرة أبداً وستبقى كلماتهم وذكراهم العبقة عالقة في الذاكرة على مر السنين .
مديرة التحرير
أكثر من رائع،أبدع فكرك وقلمك 🌷
أسعدني جدا وشرفني أن المقال قد نال إعجابك يا أستاذة أماني ،
أشكرك جزيل الشكر على مرورك العطر وجمال تعليقك🌹