كُتاب الرأي

متى تنتهي المأساة

بقلم الكاتب / علي بن عيضة المالكي

الأمطار نعمة من نعم الله تعالى ترتوي منها الأرض، وينبت الكلأ، والعشب، وتبهج النفس، ويطيب الخاطر.
الأمطار خير من الله ينزله على عباده ، غيث ينهمر فتحيا الأرض ، وتعود الحياة إليها، لكن مع هذه المتعة هناك من يقتلها ويبرع كثيرًا في قتلها ، هناك هاجس مازال يؤرقنا ويؤرق الجهات الحكومية ، بل أنه أصبح يشكل صداعًا مستمرًا للجميع ألا وهو ظاهرة التهور والدخول بالمركبات في الأودية أثناء جريان السيول.
لِمَ كل هذا؟ ومن أجل مَن؟ ألهذه الدرجة أصبحت الأرواح لعبة؟ ألهذه الدرجة أصبحت الممتلكات رخيصة؟ ألهذا الحد أصبح الاستهتار بالتعليمات والتوجيهات والأنظمة التي وضعتها الدولة للمحافظة على سلامة النفوس والممتلكات؟ أما آن لهذه الظاهرة البشعة أن تنتهي ويغلق ملفها للأبد؟
يأتي إليك أحدهم بمركبته وقد لا تكون ملكًا له، ربما استعارها ، أو استأجرها، أو تكون ملكًا له بالأقساط، وما أدراكم ما الأقساط، ويمكن أن تكون مملوكة لأخيه، أو لأبيه ، أو لقريب له ، فتأخذه الحماسة ، واحتراق كفوف المستهترين فيرمي بها في وجه السيل الذي لا يعرف الاستهتار، ولا يعبأ بتوسلات، ولا يعترف بمناجاة، يأتي إليك أحدهم، فيقفز بسيارته داخل تلك الأمواج المتلاطمة، دون أن يستشعر مسؤوليته الذاتية، أو الأسرية، أو مسؤوليته المجتمعية، يرمي بكافة التعليمات عرض الحائط ،ولا نعلم ما الهدف من هكذا سلوكيات.
لا ندري هل هؤلاء في كامل قواهم العقلية؟
هل بهم مرض؟ أو أنه الجهل ؟ أم هي لا مبالاة؟
كم من أرواح أزهقت! وكم من أرواح غيبها الاستهتار ، وكم من أصوات كنا نسمعها تتوسل النجاة، كم من صراخ لأطفال ونساء كنا نسمعها داخل تلك الأمواج ؟ ألهذه الدرجة أصبحت الأعراض رخيصة؟ هل أصبح صراخ وتوسلات الأبرياء لا قدر لها ولا وزن؟
لماذا كل هذا يفعل في تلك النفوس البريئة؟ أين المسؤولية ؟ أنفس بريئة ماتت داخل السيول لا ذنب لها إلا أنها خرجت من منازلها للتفسح ورؤية مناظر الأمطار ، وجريان الأودية مع شخص لا مسؤول ، شخص متهور ، لا يعرف من المسؤولية إلا اسمها.
أما آن لنا أن نجد حلاًّ لهذه المأساة؟؟
هل من المعقول أن نترك هؤلاء العابثين بالأرواح والممتلكات يمارسون هواياتهم اللامسؤولة دون أن يتخذ فيهم إجراء عقابي صارم؟
نحن نشاهد كل يوم حالة وفاة في مجاري السيول والأودية
نحمل كل يوم من أيام الشتاء جنازة ، ونحضر وقت هطول الأمطار عزاء هنا وعزاء هناك وحين نسأل عن سبب الوفاه تأتي الإجابة لقد سقط في السيل.
نحن نعيش هذه المأساة ونحتاج إلى حل جذري لها.
انتهى.

كاتب رأي

علي بن عيضة المالكي

كاتب رأي وإعلامي

‫6 تعليقات

  1. برأيي أنه عدم وعي بكل شي
    عدم وعي بالنعمة
    عدم وعي بالخطورة
    عدم وعي بقيمته الشخصية وانه مسؤول عن سلامة جسدة ومن حوله ومن يشارك في هذا العمل
    صحيح ان اللعب تحت المطر متعه ولكن الحذر واجب
    خذ وقت للمتعة واترك جانب الخطر جانباً

    1. أهلا أهلا بكاتبتنا المبدعة
      مرورك شرف صفحتي
      والحقيقة هذا أمر يشغل بال كثير من الناس وأكثرهم يضع يده على قلبه وقت موسم الأمطار بسبب تلك الكوارث التي يرتكبها بعض المتهورين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى