خواطر
تنهيدتان… لا تلتقيان لكنهما توأمان في الوجع

بقلم / موضي العمراني
تنهيدتان… لا تلتقيان لكنهما توأمان في الوجع
وما أقسى التنهيدتين إذا اجتمعتا على قلبٍ هشّ
فالأولى تخلع من الروح نصفها
والأخرى تكتم في الصدر أنينها
وكلتاهما تقطع نياط القلب وتدمي شرايينه…
تنهيدة الوداع،
ليست مجرّد زفرة تخرج من بين الأضلع
بل هي خلاصة الحنين حين يعجز اللسان .
وآخر ما تهمس به الأرواح حين تلوح للمغيب.
إنها وداع بلا كلمات ورحيل بلا عودة
يخلّف وراءه فراغًا لا يملؤه سوى الدعاء، ودمعة على الوسادة.
و تنهيدة الألم
فهي سهم مسموم لا يرى …
يخترق القلب خلسة
ينكسر الصوت في جوفه وتتبعثر الحروف
كأنها صراخ لا يسمع .
ونزفٌ لا يُرى .
وعذاب يلتف على الضلوع دون رحمة.
وما بين تنهيدة وداع وتنهيدة ألم
يمر العمر على مهل
يمشي القلب مثقلا
وتغدو الأيام خالية من النبض إلا من ذكرى تسكن الأعماق
وتنهيدة… لا تنتهي ..