كُتاب الرأي

قوة المهارات الصلبة

 

 

قوة المهارات الصلبة

عادة تقبل الجامعات أعداداً كبيرة من الطالبات والطلاب في مختلف الكليات والتخصصات المختلفة كذلك ، لكن ذلك وفق الطاقات الاستيعابية لها ولكلياتها وكذلك لأقسامها المختلفة ، وينطلق هؤلاء الطلاب والطالبات في رحلة علمية تربوية ممتعة مدتها مدة السنوات الدراسية المنهجية لكل كلية أو لكل قسم من الأقسام.

إن قبول الطلاب والطالبات خضع لمعايير ومقاييس جامعية دقيقة مثل الاعتماد على نسب محددة من اختبارات المرحلة الثانوية وكذلك نسب من الاختبارات التحصيلي والقدرات لمركز قياس الوطني ، ولم يتم قبول إلا من تحققت فيه كآفة الشروط والمعايير.

فالجامعات والكليات فرزت الطلاب والطالبات فرزاً شديداً واختارت منهم جميعاً الأفضل والأحسن والأجود والأقدر على السباحة في بحر الجامعة العميق والخروج بمعدل مميز ورائع وجميل وكذلك بعدد كبير من المعلومات والمعارف والمهارات التخصصية العميقة والكبيرة .

ومع الاقتراب من أولادنا وهم خريجو الجامعات والكليات والتخصصات المختلفة والمتباينة نلاحظ غياب بعض المفاهيم الأساسية والرئيسة للتخصصات عند الذين يحملون البكالوريوس في هذا التخصص أو ذلك !
وحتى لا نعمم على جميع الخريجين والخريجات! نقول : بعض أولادنا من البنات والبنين هم كذلك ؛ ضعف وغياب للمفاهيم والمهارات الأساسية والضرورية في التخصص الذين يحملون الشهادات العلمية والأدبية فيه ! .

هناك استطلاع أجري مع طلاب وطالبات كليات الطب عبر اليوتيوب في أحدى الدول العربية ، يكون السؤال كالتالي : لماذا دخلت كلية الطب ؟ كانت الإجابات لدى أكثر الطلاب والطالبات مؤلمة جداً وصادمة جداً ! فمنهم من يقول : دخلت كلية الطب رضاً للوالدين ! ومنهم من يقول : هذه غلطة حياتي ! ومنهم من يقول : لأن معدلي عالي ومميز ، وهكذا …

ومع ذلك على جميع الخريجين والخريجات أن يفهموا ويعوا أهمية ما حصلوا عليها من الشهادات العلمية والأدبية الجامعية رغم الفراغات المعرفية والمفاهيمية والمهارية الأساسية والضرورية لديهم .

والمهم الآن عليهم أن يحمدوا الله تعالى على نعمة الدراسة المنهجية الجامعية وعلى نعمة الحصول على الشهادات العلمية الجامعية وأن يجتهدوا في التعمق في التخصص الجميل الذي هم يمثلونه ويحملون فيه الشهادات العلمية الجامعية.

من الغايات السامية للدراسة المنهجية الجامعية هي النمو المعرفي والفكري العقلي والإنفعالي الوجداني والنمو الاجتماعي والنمو المهاري العلمي والأدبي ، والحصول على المعلومات والمعارف والمهارات التخصصية العميقة، وصناعة وصياغة الإنسان الحقيقي الصالح والمواطن السعودي الصالح الذي يحب دينه ومليكه ووطنه ، ويكون صالحاً ومصلحاً في البر والبحر والجو ، مع نفسه وأسرته ومجتمعه والناس والعالم أجمع !.

والتزود من المعلومات والمعارف والمهارات التخصصية العميقة هو من المهارات العالية التي يطلق عليها المهارات الأساسية الصلبة ؛ ووصول الطلاب والطالبات في تخصصاتهم المختلفة إلى درجة الإجادة والإتقان والتجويد هو من أوجب الواجبات وأفرض الفروض عليهم ، فلا عذر لمن يحمل الشهادة الجامعية في تخصص وهو لا يعرف الأساسيات من هذا التخصص أو ذلك !.

قوة المهارات الصلبة لدى الخريجين والخريجات والذين ينشدون الوظائف والأعمال مطلب اساسي قد تتجاوز درجة التقييم فيه (80%) لدى أرباب المؤسسات والشركات المختلفة في المقابلات الشخصية! فكيف يهمل ؟ أو لا يبالي بعض الخريجين والخريجات بأهميته في التقديم على الوظائف والأعمال ؟! وبأهميته في المقابلات الشخصية والحصول على الوظيفة ؟! .
قوة المهارات الصلبة والإتقان والتجويد في التخصصات العلمية والأدبية و التي نحمل الشهادات العلمية الجامعية فيها ! في غاية الأهمية !

تصوروا معنا أن مندوب الشركة الذي يسوق لها بين العملاء لا يعرف جودة بضاعته ! ولا قيمتها ! ولا نوعها ! ولا يملك المهارات الأساسية والضرورية فيها وفي عرضها ! فمن سيقبل أن يستمع ويجلس إليه ! فضلا أنه سيشتري منه !.كذلك الخريجون والخريجات في جميع التخصصات العلمية والأدبية الجامعية!.

قوة المهارات الصلبة تعني الإتقان والجودة والتميز والإبداع في التخصصات العلمية المادية والمعنوية التي يجب على حاملي الشهادات العلمية فيها أن يكونوا سفراء لها فوق العادة ، ومسوقين
لها في عوالم الحياة وعوالم البيع والشراء ! والعرض والطلب ! والحياة رحلة إنسانية اجتماعية اقتصادية ممتعة مميزة ورائعة !

فإلى معاشر الشباب والشابات سواعد المستقبل الواعد على مقاعد الدراسة الجامعية عليكم أن تتقنوا وتحسنوا في التخصصات العلمية الجامعية التي تحملون الشهادات العلمية لها وأن تكونوا خير السفراء لها فإنها ستكون بإذن الله تعالى هي السبب الرئيس في مضاعفة أرزاقكم والبركة في حياتكم
ومن أسرار سعادتكم في الدارين .

قال الشاعر العربي الكبير محمود سامي البارودي :

وَمَنْ تَكُنِ العَلْياءُ هِمَّةَ نَفْسِهِ

فَكُلُّ الَّذِي يَلْقَاهُ فيها مُحَبَّبُ

إِذا أَنا لَم أُعْطِ الْمَكارِمَ حَقَّها

فَلا عَزَّنِي خالٌ وَلا ضَمَّنِي أَبُ !

المصلح والمستشار الأسري
د. سالم بن رزيق بن عوض.

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

‫2 تعليقات

  1. كاتب الصحيفة المبدع دائما الدكتور سالم
    مقالك هذا يحمل رؤى عميقة ومهمة عن الدور الشامل للدراسة الجامعية في تشكيل الإنسان الصالح والمواطن الواعي .
    لقد نجحت في تسليط الضوء على العلاقة بين المعرفة والنمو الفكري والعاطفي والاجتماعي، وأظهرت كيف أن التعليم لا يقتصر على اكتساب المهارات فقط، بل يشمل أيضًا صقل الشخصية وتنمية القيم الوطنية. كلماتك تعكس فهما عميقا لدور الجامعة في بناء مجتمع قوي ومتماسك، وتؤكد على أهمية التعليم في صناعة الإنسان القادر على الإسهام الفعال في تقدم وطنه ورفعة شأنه👍.
    لافض فوك💐

    1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      سعادة مدير تحرير صحيفة آخر أخبار الأرض
      الأستاذة القديرة ابتسام الجبرين
      شكرا لكم على مروركم الجميل
      شكرا لكم على كلمات الدعم
      والمساندة والتحفيز والتشجيع
      الدائم والمستمر لكل الكتّاب .
      وجزاكم الله تعالى عنا خيرا…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى