(غزة المنسية )

محمد سعد الربيعي
(غزة المنسية )
تعاني غزة ، وأهل غزة ، مما وصل له الحال ، حال لايمكن بأي حال أن يصبر عليه أحد.!
كان السابع من اكتوبر يوماً مشئوماً على غزة وأهلها ، كان ذلك الهجوم بمثابة رقصة الديك على حركة حماس التي توهمت في نفسها أنها قادرة على محاربة إسرائيل .
حماس أعدت العُدة ، واستنارت بتوجيهات إيرانية ونفذتها ، وكانت نتائجها وخيمة.
وقادتها تلك التوجيهات إلى تدمير بنية الحركة ، وتدمير بنية غزة ، وأصبحت غزة الآن أطلالا لايُرى فيها نور ، بينما كانت قبل الهجوم المشئوم تتمتع بكل أدوات التقدم والتحضر ، وفيها كل شيء لأهلها وسكانها وقاطنيها ، مثلها مثل أي مدينة أخرى، كانت تمتلك سيادتها ، ونوعاً من استقلالها ، وربما حياة طبيعية شبه كاملة ، والآن كل شيء مفقود ومدمر ، ويحتاج ربما لعشرات السنيين وأكثر ، ليعود كما كان ، وربما لايعود .
إنها القرارات الفردية
يا سادة يا كرام ، وكذلك استبدادية الرأي .
حركة حماس ، حركة استبدادية صوفية ، بعيدة هي وقادتها عن تعاليم الإسلام ، حللت رمي عناصر حركة فتح من أعالي بيوت غزة ، عندما نشب الخلاف معها ، وقتلت الكثير بدم بارد ، وأوثقت أظافرها في جسم غزة وأهلها ، وسخرتهم كما يُسخر العبيد في العصور الوسطى، حتى أن غزة أصبحت بمثابة سجن كبير ، تحت حراسة مشددة وغليظة من حماس ، ومعها حركة الجهاد الإسلامي التي فقدت شرعيتها منذ إغتيال قائدها / رمضان شلح ، وأصبحت تُدار من قادة حماس وتنفذ أوامرها .
لعل الجميع لاحظ ماحدث في لبنان ، وخاصة عندما حاول قادة حزب اللات ربط ماقاموا به من تدمير لجنوب لبنان ، تنفيذاً لأوامر إيرانية بما يحدث في غزة ، وكذبوا على الناس بهذه الكذبة التي إرتدت عليهم وأبادت السواد الأعظم من قادة الحزب، ودمرت الجنوب اللبناني ، إنها الغطرسة الإيرانية ، والخيانات المتتالية من مجوس إيران ، التي تديرها من طهران ، وتحاول إيجاد مكاسب لها في المنطقة ، من خلال أذيالها ومن يأتمر بأمرها .
لايهم إيران ما وصل له الحال في غزة ، فهي تركت حليفها في لبنان ، وماتسميه يدها الطولى في المنطقة ، تركته للطيران الإسرائيلي ، وتركت قيادات حزبها يُذبحون كما تُذبح الخراف ، ولم تُحرك ساكنا ، فما بالك بغزة وأهلها الذين أصبح لا ملجأ لهم بعد الله إلا المناطق المهدمة يحتمون فيها ، ويبحثون عن قطرة ماء تسد عطشهم.
إيران أوهمت حماس ، وساهمت في اغتيال قائدها / اسماعيل هنية ، وأدخلتها في دهاليز الحرب مع إسرائيل ، وفي النهاية تدمرت أقبية وأنفاق غزة على رؤوس قادة حركتها، ولازالت غزة تُقتل ، وتُذبح أمام عين إيران ، وأمام العالم أجمع في موقف عارٍ لايمكن تصوره في هذا العصر الحديث .
التساؤل هنا ..
ماذا بعد إيقاف حرب لبنان ؟
أقول أنه يجب أن تُعاد المساعي الحميدة التي قادتها المملكة واللجنة التي شُكلت من أجل غزة لتُعيد تحركاتها وزياراتها وجهدها ودبلوماسيتها من أجل إخراج غزة من عنق الزجاجة وإيقاف القتل والتدمير الممنهج الذي تمارسه إسرائيل .
ويجب أن ترفع حماس يدها عن غزة ، وأهل غزة ، لتعود ولو بشكل جزئي لتحتضن أهلها وأبنائها ولتدب فيها الحياة من جديد .
نقول أيضاً يجب أن يكون هناك في غزة من يقول لا لحماس وقادتها عملاء إيران ، ويجب أن يكون هناك شرفاء يتصفون بالشجاعة ويقفوا في وجه حماس العميلة لإيران ويقولوا لها يكفي ماحصل من تدمير وقتل على ذمة إيران وحرسها الثوري الذي ورط حماس ، كما نقول لمنظمة التحرير هُبي لنفض الغبار عن هيكليتك وأبعدي الخونة القذرة أياديهم من السرقات ، وحاسبي العملاء والمأجورين ، وإنتفضي لاعادة غزة مع الضفة ، وساهمي ببناء مستقبل أفضل لأبناء فلسطين . وأهالي غزة المكلومين .
كاتب رأي