على أجنحة الحكاية

في أعماق كل إنسان تسكن حكاية، تنتظر أن تُروى. الحكايات ليست مجرد كلمات تُنسج أو أحداث تُسرد، بل هي أجنحة تحملنا إلى عوالم لا حدود لها. من خلالها نستطيع أن نسافر إلى الماضي، نستشرف المستقبل، أو حتى نخلق عوالم خيالية تأسر العقول والقلوب.الحكاية فن قديم متجدد، ابتدأ بالأساطير التي كانت تُروى حول النار، وانتقل إلى الكتب والروايات، ثم الأفلام والألعاب الرقمية. هي انعكاس لهويتنا، لأحلامنا، وحتى لمخاوفنا. وعبر الحكاية، نجد أنفسنا في مرآة الشخصيات التي نحبها أو نكرهها، ونتعلم أن الحياة مليئة بالظلال بين الأبيض والأسود.
ما الذي يجعل الحكاية مميزة؟ ربما هو ذلك المزيج الفريد بين الحقيقة والخيال، بين المشاعر الإنسانية التي تلمس أعماقنا، والعوالم المدهشة التي تأخذنا بعيدًا عن رتابة الواقع.
سواء كنت تكتب حكاية عن فارس شجاع يخوض مغامرات أسطورية، أو قصة بسيطة عن يوم عادي في حياة شخص عادي، فإن الحكاية الجيدة هي التي تصل إلى القارئ، تجعل قلبه ينبض، وعقله يحلم.
الحكاية ليست مجرد كلمات يكتبها المؤلف؛ إنها حوار بين الكاتب والقارئ. الكاتب يفتح نافذة لعالمه الخاص، والقارئ يعيد بناء هذا العالم وفق مخيلته الخاصة. على أجنحة الحكاية ليست مجرد كلمات تُسطر، بل هي قوة قادرة على تغيير العوالم، سواء داخلنا أو من حولنا. كل قصة تُحكى تحمل في طياتها نافذة تطل على عالم مختلف، فرصة لفهم أعمق للحياة وللذات. لذا، حين تنطلق أجنحة الحكاية، لا تخف من التحليق معها، فربما تجد فيها الإجابات التي تبحث عنها، أو تبدأ رحلتك نحو أسئلة جديدة.
معلا السلمي
كاتب رأي