كُتاب الرأي
صناعة العلم

صناعة العلم
على أمتداد هذه الأيام ! وعلى أمتداد المسافات والمساحات العظيمة والكبيرة ! في الضواحي والأرياف والمدن الصغيرة والكبيرة لمملكتنا الحبيبة ! تنطلق رحلة العلم والمعرفة والتعلم في مدارس التعليم العام وفي الجامعات والكليات التعليم العالي .
هذه الرحلة الجميلة المباركة الكريمة الممتعة والتي تستهدف أولادنا من البنات والبنين! ومن رياض الأطفال إلى المستويات العليا في الدراسات العليا في الجامعات والكليات؛ وتخصهم بالتركيز على المعارف والمعلومات والمهارات والاتجاهات في الحياة الدنيا الجميلة الرائعة.
إن الغراس في الأراضي الخصبة المستقرة لهو الخير والصلاح والتوفيق والبركة والنجاح الدائم المستمر! وإن البناء في الأراضي التي أعدت لذلك لهو التمدن والمدنية العظيمة والكبيرة على مدى الزمان والمكان!
إن الفلاحين في أراضيهم الزراعية إذا حصدوا التفاح ! فمعنى ذلك انهم قد زرعوا التفاح ! وإذا حصدوا الموز والبرتقال والعنب والقمح وجميع الفواكهة والخضار فمعنى ذلك انهم قد زرعوا تلك الفواكهة والخضار الجميلة المباركة الكريمة !
إن العلم والمعرفة على الحقيقة النظرية هو مجموعة الحقائق والمفاهيم والقوانين والمبادئ والفرضيات والنظريات العلمية والتي تعرف بالهرم المعرفي أو هرم المعرفة مع تجويد مهارات الطريقة العلمية الصحيحة!
فالعلم في حقيقته هو المادة العلمية أو المحتوى العلمي والطريقة العلمية التي توصلت إليه !ويمكن للمتعلم أن يتعلم الطريقة العلمية الصحيحة والسليمة للوصول إلى كآفة المعلومات والمعارف واكتساب أرقى وأفضل وأحسن المهارات الأساسية والضرورية والحياتية.
وتأتي أهمية العلم والمعرفة والحصول عليه في أن العلم يساعد في فهم أحداث وظواهر الحياة المختلفة والمتباينة وكذلك يساعد في التعليل والشرح والتفسير لإقناع العقل والوثوق بتلك الظواهر والأحداث وإمكانية الاستفادة منها في مجالات الحياة ! كذلك يسعى العلم والمعرفة إلى التحكم والسيطرة على تلك الأحداث ومحاولة التنبؤ بحدوثها مجدداً !
وتبرز أهمية العلم والمعرفة في إنشاء وبناء وتغيير قناعات الإنسان وصناعته الصناعة المناسبة للمستقبل ولمن خطط ونفذ وقوم وتطور ؛ ولذلك فإن حقيقة وقوة العلم عندما. يكون للعمل ! وللعمل فقط !
الإنسان منذ استيقاظه من نومه في الصباح! وإلى عودته إلى فراشه والعلم يحركه ويوجهه ويأمره وينهاه! فهو يصحو على توجيهات وتعليمات العلم وينام على توجيهات العلم والمعرفة كذلك!
الحياة الدنيا في تفاصيلها الصغيرة والكبيرة في عوالم الموجودات من عوالم الجمادات وعوالم النباتات وعوالم الدواب والحيوانات وعوالم الإنسان يسيرها ويتحكم فيها العلم ! والعلم وحده وراء كل ذلك ! والذي جعله الله تعالى لنا آية أوآيات تدل على وجود عظمته وحكمته وقدرته وتقديره سبحانه وتعالى.
وكذلك دعوة من الباري عز وجل بضرورة إعطاء العلم الاهتمام الكامل والجهد الكامل والتركيز الكامل والاستفادة منه ؛ فهو سر وسبيل السعادة في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
إن الناظر إلى عوالم الحضارة المدنية اليوم وإلى التقدم المادي في جميع أقطار ودول العالم يجد. أن الذي صنعها. هو العلم والمعرفة وتحويله إلى واقع حياة ملموس ومشاهد ! فالعلم للعمل وصبغ الحياة بجميع مشتاقه .
إن مظاهر تقدم اليابان في جميع مجالات الحياة سببه العلم والعلم فقط ! وتحويله إلى عمل دؤوب وإلى المثابرة والاجتهاد والإبداع والتميز وهكذا كانت جميع مدن وقرى اليابان والصين وسننغافورا والدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وغيرها…
إننا أمام سر تغير وتغيير الإنسان وكذلك أمام القوة الكبيرة الواسعة والضخمة التي تعيد الحياة إلى جمالها وبناءها وعمارتها العمارة الإنسانية الحقيقية .
فصناعة الإنسان الحقيقي في كل زمان ومكان هو صناعة العلم والمعرفة والتعلم وتحويل كل ذلك إلى مشاريع وبرامج تخدم جميع مجالات واحتياجات الإنسان !
منها تولد الحضارة والمدنية الإنسانية العظيمة…
يقول شاعر المهجر الكبير إيّليّا أبو ماضي:
إِنّي لِأَزهى بِالفَتى وَأُحِبُّهُ
يَهوى الحَياةَ مَشَقَّة وَصِعابا
وَيُضَوِّعُ عِطراً كُلَّما شَدَّ الأَسى
بِيَدَيهِ يَعرُكُ قَلبَهُ الوَثّابا
وَيَسيلُ ماءً إِنحَواهُ فَدفَدٌ
وَإِذا طَواهُ اللَيلُ شَعَّ شَهابا
فَالجَهلُ أَنّى كانَ فَهوَ عُقوبَةٌ
وَالعِلمُ أَنّى كانَ كانَ ثَوابا !