كُتاب الرأي

النظام يحمي المغفلين .. لِمَ لا ؟!!

النظام يحمي المغفلين .. لِمَ لا ؟!!

عبد الله بن سالم المالكي

يُقال أن المغفل هو الإنسان البسيط الذي لا يفكر بعقله عند اتخاذ أي قرار أو الإقدام على أي فعل ويسمع للمضللين الذين قد يجيدون الحديث معه ويخدعونه ثم يتعرض للمساءلة والمحاكمة ويعامل بموجب النظام وينطبق عليه ما ينطبق على الآخرين .

وحقيقة أنه لا يقبل أي شخص أن تصفه بالمغفل مهما كانت المبررات ، قد يعتبر نفسه مجامل أو نياتي حسب اللهجة العامية أو ساذج في أصعب الاحتمالات .

ومقولة النظام لا يحمي المغفلين مقولة سقيمة عقيمة لا أساس لها من الحكمة يقصد بها ثني البسطاء عن المطالبة بحقوقهم بحجة أنهم غفلوا عنها وربما تكون غفلتهم بسبب عدم توفر الوسائل المطلوبة لمعرفة ما يستجد من أوامر وتعليمات وحقوق وواجبات.

وذلك لا يعفيهم من المسؤولية ولا يغمط حقوقهم إذا طالبوا بها والأنظمة في أغلب دول العالم وتأتي دولتنا بمقدمتها حريصة على حفظ حقوق الجاهل والمتعلم والصغير والكبير والحاضر والغايب .

لأنها وضعت من أجله لتشمل كل مراحل حياته وحتى وإن تم تحديثها فيشار فيها إلى المادة محل التحديث وغالباً ما تُحدد بتاريخ صدورها لئلا تضيع حقوق أشخاص لهم مطالبات قبل ذلك التاريخ .

ولذلك يجب التوعية بهذا الجانب لأن كثيرا من البسطاء يتنازلون عن حقوقهم المسلوبة بسبب عدم معرفتهم بها ولما قد يقابلهم من بعض ضعاف النفوس من موظفي القطاع العام أو الخاص بتلك المقولة الشهيرة ( النظام لا يحمي المغفلين )!!!

بينما النظام وُضع لحماية الضعفاء من استغلال الأقوياء، حتى لو بدا هؤلاء الضعفاء “ساذجين” في نظر الآخرين. فالنظام هنا يضبط التوازن ويمنع الغش والابتزاز.

وينبغي أن يعلم الجميع أن النظام ليس أداة للتمييز بين الذكاء والغباء، بل وسيلة لحفظ الحد الأدنى من الحقوق للجميع لئلا تتحول الحياة إلى غابة لا نجاة فيها إلا للأقوى وتلك بطبيعة الحال شريعة الغاب التي لا أحد يتمنى الوصول اليها أو العيش في مجتمعها ودمتم آمنون .

كاتب رأي ومستشار أمني

عبدالله سالم المالكي

لواء.م - كاتب صحفي - مستشار أمني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى