صدمة ثقافية

صدمة ثقافية
بقلم:عبدالله بن عبيد اليوبي
كانت لحظةً فاصلة، لم تعد فيها الأوراق تحمل ما يستحق أن يُقرأ، ولم تعد الأشياء تحكي ما كان يؤمن به يومًا. في لحظة انكسار، مزّق ماضيه، حطّم أشياؤه، بعثر أدواته التي كانت ذات زمنٍ امتدادًا لعقله. وقف أمام نفسه كما يقف الغريب وسط زحام لا يعرفه، لا اللغة لغته، ولا الملامح مألوفة.
كفر بمبادئه لا عن جحود، بل لأن كل ما حوله بدا غريبًا، متناقضًا، مفارقًا لما تعلّمه وآمن به. كانت ردة فعله خاطئة، عنيفة، لكنها في نظره الوحيدة الممكنة في وجه واقعٍ يراه زائفًا.
تبعثرت أفكاره، وتاه طريقه، وعاد من حيث بدأ… بلا خارطة، بلا يقين. ظن أن كل شيء قد ضاع، وأن الحكاية انتهت قبل أن تبدأ. لكن، في عمق صدره، كان هناك شيء لم يُكسره. شيء بقي حيًّا، يتوهج بهدوء وسط العتمة: علمٌ لم يُفرّط به، معرفة تشبثت به كأنها آخر ما تبقى من ذاته.
ربما، كان ذلك الضوء الخافت هو ما سيقوده من جديد…
ربما، كانت تلك “الشمعة” الصغيرة هي طريقه إلى المستقبل.
ثمة ضوء، ولو بدا بعيدًا، في آخر النفق.
كاتب رأي