(المدينة بعيون أهلها بين الماضي والحاضر)

العنود العنزي
(المدينة بعيون أهلها بين الماضي والحاضر)
المدينة المنورة في عيون أهلها مدينةٌ ذات مكانة خاصة، فهي حاضرة في قلوبهم ووجدانهم، مدينة تحمل لهم ذكريات غالية، وتاريخًا عريقًا، وتراثًا إسلاميًا عظيمًا. يصفها أهلها بأنها مدينة السلام والأمان، وأنها “جنة صغيرة من السماء”. يرى أهل المدينة المنورة فيها جمالًا خاصًا، ويربطون بين حاضرها ومستقبلها المشرق، من خلال المشاريع التنموية التي تعزز جودة الحياة.
وأهالي المدينة لهم مكانة خاصة، من حديث: «من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء».
والمدينة المنورة تمتاز بكثير من الأماكن التاريخية والأثرية منذ آلاف السنين، وسكنها الأنصار في التاريخ الإسلامي؛ وهم أهل يثرب (المدينة المنورة) الذين ناصروا رسول الله في الإسلام محمد بن عبد الله. وهم ينتمون إلى قبائل الأوس والخزرج، وقبل الإسلام كانت بين الأوس والخزرج حروب طوال قاسية، كان آخرها يوم بعاث قبل الهجرة النبوية.
وما زالت المدينة إلى وقتنا الحاضر تمتاز بحضارة الماضي وازدهار المستقبل لأهلها، وشهدت المدينة المنورة ازدهارًا وتطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث شهدت مشاريع تطويرية ضخمة في مختلف المجالات، بما في ذلك البنية التحتية، والخدمات، والسياحة، والبيئة، بالإضافة إلى تعزيز الهوية البصرية للمدينة ورفع جودة الحياة لسكانها.
يشمل ذلك تطوير المداخل والبوابات، وتحسين واجهات المباني، وتكثيف التشجير، مما يضفي جمالية على المدينة ويحسن من تجربة الزوار والسكان.
وما زال أهل المدينة يمارسون العادات والتقاليد الخاصة بهم.
تتميز المدينة المنورة بعادات وتقاليد أصيلة ومتوارثة، تعكس طبيعتها الدينية والتاريخية. من أبرز هذه العادات: التمسك بالقيم الإسلامية والأخلاق الحميدة، التكافل الاجتماعي، وكرم الضيافة. كما يحتفل أهل المدينة بعادات خاصة في المناسبات الدينية والاجتماعية، مثل شهر رمضان والأعياد.
يحرص أهل المدينة على زيارة المسجد النبوي الشريف بشكل مستمر، وخاصة في المناسبات الدينية، وخدمتهم للحجاج والمعتمرين عادات اكتسبوها من الآباء والأجداد.
عاداتٌ، وقيمٌ، وسجايا، سرت في عروق أسلافهم، بعد زمن فتوارثوها مطمئنين، حيث كانت تلك العادات والتقاليد ضاربةً في طين التاريخ والقلوب، مستقين بعض تلك الشيم والعادات من هدي نبينا محمد -عليه صلاة الله وسلامه- وخلفائه الراشدين والتابعين من بعده، الذين كان على أيديهم -بعد توفيق الله وتسديده- انتشار العلم والنور إلى كل أصقاع الدنيا، حتى دأبت على مناقبهم الأجيال التي جاءت من بعدهم، إذ كان من عادات تلك الأجيال.
كاتبة رأي وإعلامية