المواجهات والتحديات والتصدي الالكتروني

أكد الباحث وخبير استطلاعات الرأي العام البروفيسور تركي بن عبدالمحسن بن عبيد -المملكة العربية السعودية.
بأننا نحاول في إجرائ استطلاعي وهذه الورقة البحثية تسليط الضوء على ظاهرة الأخبار الكاذبة، البلبلة وتزييف الوعي، فبعد الإشارة إلى امتداداتها التاريخية، سيتم التركيز في المقام الأول على دور وعلاقة الأنترنت خصوصا بازدهار الأخبار الكاذبة وتعاظم تأثيراتها التي أخذت أبعادا دولية بل وعالمية، وهو الأمر الذي نحاول أن نبرزه في المقام الثاني، لتنتقل بعدها إلى تشخيص عوامل الانتشار السريع للأخبار الكاذبة مع التطرق لظاهرة الذباب الالكتروني الذي يمثل أحد أوجه التضليل والتزييف المعاصرة. وفي الأخير تستعرض هذه الورقة بعض مساعي مواجهة هذه الظواهر المرضية ذات التأثيرات الجماهيرية الخطيرة وسبل الوقاية منها مبرزين أهمية تكثيف الجهود التربوية، التوعوية والقانونية لمواجهة التحديات المتزايدة لهذه الظواهر.
ومع هذا التطوّر لا بد من وجود جانبٍ سلبي، وأهم الجوانب السلبيّة للتطور التقني هو الجيوش الإلكترونيّة، التي أصبحت لا تقتصر فقط على تنفيذ هجماتٍ إلكترونيّة أو عرقلة عمل أنظمة وشبكات الحواسيب، بل أصبحت تمتد إلى جوانب أخرى، مثل نشر أخبارٍ مضللة أو التحريض ضد مجموعةٍ أو شخصٍ ما، والتي وصلت أحياناً إلى القتل، أو حتى الاحتيال والسرقة.
ويتزايد اعتمادنا على التقنيات الرقميّة، حتى أصبحت جزءاً مؤثراً من حياتنا اليوميّة، ونتج عن هذا الواقع تكريس الحكومات والمنظمات لموارد إضافيّة من أجل تعزيز دفاعاتها السيبرانيّة وتطوير استراتيجيات هجوميّة ودفاعيّة.
وعلى الرغم من أنّ التهديدات الإلكترونيّة يعود تاريخها إلى سبعينيات القرن الماضي، حيث بدأت تظهر الفيروسات الإلكترونيّة مع انتشار استخدام أجهزة الحاسب الشخصي حول العالم، ولكن مع التطوّر التقني بدأت تأخذ أشكالاً أخرى، إذ لم تعد تقتصر على الفيروسات فقط، بل تطوّرت الوسائل والأدوات حتى أصبحت من أكبر المخاطر في عصرنا الحالي.
تأكد المعتمد لدى الشبكة الدوليّة لتقصّي الحقائق: “لعبث الجيوش الإلكترونيّة دوراً كبيراً في العقدين الأخيرين وبشكل خاص مع بداية الربيع العربي، إذ تحاول هذه الجيوش نشر المعلومات والأخبار المضللّة فيما يتعلّق بالأحداث الهامّة الجارية في العالم العربي، حيث بدأت بمحاولة تشويه أي مجموعة تقوم بحراك ضد الحكومات، وذلك عبر نشر التهم أو الأخبار الكاذبة عنهم، وساعدتها في ذلك خوارزميات مواقع التواصل التي تعمل على نشر المحتوى الرائج الذي يتلقى تفاعلاً ومشاركات بدون التدقيق بصحّة معلومات المحتوى المنشور، وهذه نقطة قوّة الجيوش الإلكترونيّة إذ أنّ مشغليها يستطيعون الترويج وإنشاء الكثير من الحسابات ليظهر للمستخدمين أن المحتوى الذي يقومون بنشره يلقى تفاعلاً بأرقامٍ هائلة، وينتج عن هذا ظهور أكثر مما يؤثر في الرأي العام”.
ولا يخفى وجود الجيوش الإلكترونيّة في كل دول العالم، ولكن أحمد بريمو يرى أن وجودها في الشرق الأوسط يعتبر أخطر، “توظف هذه الجيوش وسائلها في الدول الغربية لنشر رسائل سياسيّة أو رسائل ضغط، ولكن في الشرق الأوسط يمكن أن تسبب نشاطاتها بوقوع قتل”.
ولهذه الجيوش عدّة أسماء وأشكال، حيث ذكر واكد خبير استطلاعات الرأي العام أن : أنّ الذباب الإلكتروني هو مصطلح جديد يُطلق على مجموعة الحسابات الوهميّة التي غالباً ما يتحكم بها روبوت وُجدَ لهدف معيّن، مثل نشر معلومات تخص جانباً معيّناً أما لدعمه أو التحريض ضده، وهدفها الأساسي يكون تزييف الحقائق، كما أنّ لهذه المجموعات استخدامات أخرى بناءً على نيّة المهاجمين، حيث منهم من يعمل على نشر حقائق مزيّفة، ومنهم من يعمل على الاحتيال وسرقة الأموال أو البيانات، أو حتى استخدام أجهزة الضحايا .
ثم أنّ بعض هذه المجموعات منظّم، وعلى نطاق دولي، حتى إنّها تابعة لدول، بحسب الصحفية ميغان أوتول التي تتحدث في مقالها عن كتاب “الاستبداد الرقمي في الشرق الأوسط: الخداع والمعلومات المضللة ووسائل التواصل الاجتماعي” أنّ بعض هذه الجيوش تعمل تحت إشراف دولٍ، حيث تترقب هذه الجيوش مواقع التواصل الاجتماعي، وتهاجم وجهات النظر المعارضة كما تنشر الدعاية القوميّة على نطاق واسع.
وفي السياق نفسه، و في رصد التلاعب بوسائل التواصل الاجتماعي لابد من الرصد والابلاغ فوراً للجهات المختصة للقيام وقياس الأثر سائلين المولئ عزوجل ان يحفظ قيادتنا الرشيدة ودول المجلس الخليجي والعربي من شر هذة الافئات وان يدم علينا الامن والامان والاستقرار .
إعداد الباحث البروفيسور تركي بن عبدالمحسن بن عبيد