كُتاب الرأي

( الكبتاجون .. ونظام الاسد)

 

 

لم يعرف المشهد في العالم نظاماً حاكماً يتخذ من صناعة وتهريب المخدرات مصدراً أساسياً لدعم اقتصاده ، أو تثبيت وجوده في سلطة ذلك البلد الذي يقوده مثلما كشفت عنه المعلومات المتواترة ، والمتلاحقة والمكتشفة والتي تبين فساد قيادة سوريا الساقطة التي كانت تدير دمشق  ، وتتحكم في مصير هذه الدولة ، ومصير شعبها ، وتستخدم هذه المواد المحرمة دولياً لتثبيت سلطاتها ، بل تدير مصانعها والاشراف على تهريبها وتوزيعها عبر العالم .
ما تم اكتشافه الى حد الآن من صناعة المخدرات ، بكافة أنواعها قد يعد رأس الجبل في هذه الصناعة المحرمة دولياً والتي صدر فيها عدة قرارات من واشنطن ضد عائلة الاسد ، ومسئوليتها عن  تهريب هذه المواد المخدرة عبر العالم أو الحدود ، وستكون الايام القادمة حبلى بما يستجد من علاقة لنظام الاسد ، وهذه الصناعة المدمرة للعالم ، والموجهة بشكل خاص للمملكة العربية السعودية ، والاردن ، ودول الخليج ، ويتشارك مع نظام الاسد في صناعة هذه المواد المخدرة ، وتهريبها ، وإيجاد البدائل في التحايل على الجهات المختصة لتهريبها للبلدان المستهدفة حزب اللات في لبنان ، وكذلك نظام طهران ، وهي الجهات المجتمعة التي تولي اهتماماً خاصاً بتصنيع هذه المواد المدمرة لشباب أوطان الخليج ، والعرب بشكل عام ، وذلك لهدف بعيد خلاف الهدف المادي الذي يسعى لتحقيقه نظام الاسد ، وحزب اللات في لبنان ، والهدف البعيد هو ما تسعى لتحقيقه ايران ، وهو هدف استخباري يقوده نظام الملالي من اجل تدمير شباب المملكة ودول الخليج ، وهو هدف تراه ايران سامياً في أيدلوجيتها المقيتة ، وهدفاً أساسياً لإغراق هذه الدول بهذه المواد المخدرة ، وبالتالي تحقق هدفاً حيوياً في سياستها بتدمير هذا النشء ، وخلق جيلاً ضائعاً وتائهاً في براثن المخدرات ، وآفاتها ، ومن خلال ذلك فهي تسعى لتدمير دول المنطقة بهذا الاسلوب وغيره تمهيداً للاستيلاء عليها !
من المأمول أن تقوم السلطات الجديدة في سوريا بتوثيق كل هذه المعلومات التي تثبت تورط عائلة الاسد في صناعة وتهريب المخدرات ، وكذلك توثيق مصانعها ، وكيفية صناعتها ، والقائمين عليها ، وطرق تهريبها ، والمسارعة في القبض على كل من له علاقة بهذه الصناعة المحرمة دولياً ، وأخذ أقوالهم ، وتوثيقها ، وعدم الاستعجال في تدمير الوثائق أو المضبوطات التي يعثر عليها في المصانع أو الجهات المتنفذة في تهريب وتنسيق رحلات وتحركات العناصر ذات العلاقة بنظام الاسد وتهريب هذه المخدرات ، في سوريا ، وكذلك الوطن العربي ، وتنسيق تلك الجهات السورية مع حزب اللات وايران ، حيث لا يستبعد أن يكون هناك في الدول التي رحبت بالمشردين السوريين من نظام الاسد من يعمل على الترويج والتهريب لهذه المواد من السوريين الموجودين في الخارج تحت غطاء الهروب من نظام الاسد ، عبر حدود الاردن ، والمملكة العربية السعودية ، ودول الخليج ،وربما العالم كله ،  ويساعد نظام الاسد في تحقيق أهدافه المادية ، وكذلك لنظام طهران وحزب اللات وربما مجتمعة على حدٍ سواء مع النظام السوري في تحقيق الهدف الاهم وهو اغراق شباب هذه البلاد وتدميرهم بالمخدرات كما اسلفت اعلاه.
يجب أن يكون هناك توازناً في عمل السلطات السورية الجديدة ، وعلى كافة الأصعدة ، الأمنية ، والاستخبارية ، وهيئات العمل تحت العمل الاجتماعي ، والقضائي ، وأن تعمل هذه الجهات المسئولة بالتنسيق مع الدول التي تضررت من تهريب المخدرات ، كالمملكة والاردن ودول الخليج ، وتبعث هذه السلطات في سوريا بمندوبين لها ، أو مختصين لمقابلة نظرائهم في الجهات المختصة بمكافحة تمويل وتهريب المخدرات ، والاستفادة مما لدى تلك الجهات من معلومات عن الجهات او العناصر السورية المتورطة في هذا النشاط ، ومقابلة الموقوفين والمحكوم عليهم في هذه الدول المتضررة من الجنسية السورية التي تعاونت مع النظام البائد في تهريب المخدرات ، والعمل على متابعة من يوجد بداخل سوريا ، والقبض عليهم ، والاستفادة مما يتوفر منهم من معلومات تقود تلك الجهات السورية في ربط كل هذه الأنشطة المحرمة دولياً بقيادة سوريا السابقة ، وبالتحديد اسرة الاسد من بشار الى ماهر ، وغيرهم من هذه الاسرة المجرمة ، وتوثيق كل الاعترافات ضدهم تمهيداً لتقديمها للجهات الدولية التي أصدرت قوانين دولية تطالب بمحاكمتهم ، وتنفيذ القرارات الدولية الصادرة بشأنهم .
من المؤكد أنه سيظهر الكثير من المعلومات عن دور اسرة الاسد في هذه الصناعة المحرمة دولياً ، وتهريبها ، وتجنيد الكثير من العناصر في دول مختلفة لمتابعة هذا النشاط الاجرامي ، وتنفيذه على الارض في الدول التي تتواجد فيها تلك العناصر ، ولعل المملكة تعد من المتضررين من هذه الآفة رغم الكثير والكبير من الضبطيات التي تمكنت فيها الجهات المختصة من كشفها ومتابعة المتورطين فيها ، وبالتالي من المهم والضروري أن تقوم السلطات السورية الجديدة بالتنسيق مع الجهة المختصة في المملكة وذلك للاستفادة مما لديها من معلومات ، هي تسعى ( السلطة الجديدة في سوريا) لمعرفتها وتوثيقها ضد اسرة الاسد ، خلاف ما لديها من معلومات ارهابية ارتكبها هذا النظام ضد شعبه ، ومن المهم جداً المسارعة في ذلك ، وعدم إهمال كل ما يتعلق بإدانة اسرة الاسد المجرمة ، وفي الوقت نفسه المحافظة على كل ماله علاقة بهذه الاعمال الاجرامية ، وعدم تدميرها ، وهذا ينطبق على الوثائق وكل ما يدين النظام السابق ، وخاصة بنظام طهران المجرم ، وحزب اللات في لبنان ، وكل من كان له علاقة بنظام بشار ووالده ، وفضحهم على رؤوس الأشهاد .

محمد سعد الربيعي
كاتب رأي

‫2 تعليقات

  1. الأستاذ أبو عبدالله، مقالك رائع ويعد كشفا قويا للحقائق التي طالما تحاشينا الحديث عنها علنا في صحفنا ومدارسنا ومجالسنا، احتراما للسياسات والعلاقات العربية والإقليمية.
    لكن الواقع الذي يفرض نفسه اليوم يطالبنا بالتصدي لهذه الحقائق بكل صراحة ووضوح، فقد قدمنا لإيران من قبل المن والسلوى، وهي في كل مرة تقدم لنا الموت الزؤام والمخدرات.

    فمن أجل مكافحة هذه المخدرات التي يتم تهريبها إلى المملكة ودول الخليج بهذه الكميات، أصبح من الضروري أن ننظم محاضرات توعوية في المدارس والجامعات، بمشاركة مختصين في هذا المجال، ليس لشرح خطورتها وأثرها المدمر على الشباب كالعادة، بل لفضح حقيقة تورط إيران ونظام الأسد والمليشيات العراقية في تصدير المخدرات إلى دول الخليج، واستخدامهم لهذه المواد كأداة لتدمير شبابها ودعم حزب الله والميليشيات العراقية اللذين يلعبان دورا رئيسيا في تهريب وتوزيع المخدرات في المنطقة بالأدلة والبراهين حتى يعرفوا مع أي نوع من الأعداء يتعاملون.

    يجب أن نكون صرحاء في مواجهة هذه الحقائق، وأن نتوقف عن التستر خوفا على المشاعر والعلاقات العربية الإيرانية فمن أهم أولوياتنا اليوم حماية أبناءنا وبناتنا وأمننا، ولا قيمة لأي علاقات مع نظام يدمر أبناءنا من خلال تهريب وترويج المخدرات إلينا بهذه الكميات المليونية المضبوطة التي تكشف أنها لا تأتي من مهربين عاديين بل يقف من خلفها منظمات ودول.

    محمد الفريدي

    1. بودي أشكر اخي وصديقي وزميل دراستي وعملي ، رئيس تحرير صحيفتنا على تعليقه على مقالي ( الكبتاجون ، ونظام الاسد) وأقول له حقيقة ليس لدي علاقة وكذلك خلفية عن عمل أجهزة المكافحة ، وكان خارج اختصاصي ، ولكن كما يقال بلغ السيل الزبى، اشكرك اخي محمد ، واشكر كل الزملاء والزميلات في الصحيفة ، وهي مقالات قد تقرأ ويؤخذ بها او الاستفادة منها ، وقد تهمل ، ونحن فقط هنا لسان حال وضعنا وتصويره ، سوريا بلد مدمر ، ومخدراته غطت العالم ، واستغلها حزب الشيطان وكان يصدرها لنا هو والنظام السوري بشتى الطرق ، حتى عن طريق امريكا اللاتينية التي تتواجد فيها عناصر لبنانية وجالية سورية كبيرة، وتنسيق جهاتنا الان مهم في محاولة السيطرة ومعرفة ادوار كل من يحاول أن يدمر بلدنا ، نسأل الله أن يحمي دولتنا ، ويحفظ ملكنا وولي عهده ، ويديم عز هذه الدولة ، ويحفظها من كل عابث وخوان وفجور ، انه الولي القادر على ذلك ، ودمتم زملائي الكرام بكل ود واحترام،،،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى