كُتاب الرأي

الظلم المُجتمعي

د. شادي الكفارنة

الظلم المُجتمعي

نسمع ونكرر بأنَّ فلانًا ظالمًا أي جائر على الآخرين يعتدي عليهم بغير حق، ولا نكتفي بأن الأشخاص هم الظالمون لغيرهم أو حتى لأنفسهم، قد نتهم مجتمعاتنا بأنها ظالمة لأفرادها من خلال منظومتها المُجتمعيّة التي تحرمنا مما نستحق وتتجاوز الحد معنا في أن نعيش بأمان مُجتمعي وسلام أهلي واستقرار مدني، إنّ قوة ضبط المنظومة المجتمعية تجبرنا بسطوة موروثاتها من العادات الاجتماعية على ممارستها رغمًا عنا، وتقاليد الإرث الشعبيّ الذي يحكمنا بتنفيذها في المناسبات الاجتماعية، وتقيدنا بالعلاقات التراتبيّة التي أصبحت تُشكل عبئاً إضافيًا يقتل فينا مهارة الإبداع الإنساني والتميز العقلاني في واقع تقدم الذكاء الاصطناعي، وإنّ سيادة قانون الغاب بيننا من خلال ضعف دور سلطات إنفاذ القانون في ضبط سلوكنا في تحقيق العدالة المُجتمعية، والبقاء للأقوى سائدًا، هذا كله يسمح بأخذ الأعراف المُجتمعيّة الفضفاضة الشفوية غير المكتوبة دور في تُقيد سلوكنا وتمنعنا من ممارسة قناعاتنا بحرية، وسيادة النزعة العنصرية كموالاتنا لأفراد قبيلتنا ومناصرتهم ظالمين أو مظلومين، ومساندة القوي على الضعيف حتى وإن كان على حق وأخذ الثأر في كل من يعادينا؛ لأن الحكم وقتها لمعيار التركيبة القبلية وقوة نفوذها، كذلك ينتشر كل أشكال العنف المبني على النوع الاجتماعي أو العنف ضد المرأة بيننا من خلال التمييز بين الذكر والأنثى (التميز الجنسي) في الحقوق والواجبات المشروعة في الأسرة والمجتمع، وزيادة انتشار الجريمة التي تعمل على قهر الرجال وتجور على النساء وتنفي الأطفال وتحرمنا من العدالة المُجتمعية والمساواة الإنسانية التي تهدد استقرار وجودنا، وتنشر الفوضى بيننا؛ وهذا يؤدي إلى تراجع دور ضبط الالتزام بالقيم الأخلاقية، ويساعد من زيادة الهجرة خارج موطننا الأصلي.
أخيرًا … من الواجب علينا التمرد على أفكارنا، ورفع الظلم عن عقولنا، وتعزيز الوعي لحل مشكلاتنا، وإحياء القيم الإنسانية في مجتمعاتنا.

أكاديمي وكاتب رأي فلسطيني

 

الدكتور/ شادي الكفارنة

أكاديمي وكاتب رأي فلسطيني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى