كُتاب الرأي

الحلم المؤجل

الحلم المؤجل ليس مجرد فكرة تتركها جانبًا في انتظار الوقت المناسب؛ بل هو شغف دفين يظل ينبض في أعماقك، ينتظر الفرصة ليخرج إلى النور. في زحمة الحياة ومتطلباتها، نؤجل أحلامنا الصغيرة والكبيرة على حد سواء. نقنع أنفسنا أن الوقت لم يحن بعد، أو أن الظروف ليست مواتية، ونغرق في تفاصيل يومية تجعلنا نبتعد شيئًا فشيئًا عن تحقيق ما كنا نطمح إليه.

لكن، هل الحلم المؤجل يموت مع مرور الوقت؟ الإجابة تعتمد على علاقتنا به. قد يبقى الحلم حيًا، يشحذ همتنا كلما تذكرناه، وقد يتلاشى تدريجيًا إذا استسلمنا للإحباط والخوف. ما يجعل الحلم المؤجل تحديًا هو الشعور الذي يصاحبه، ذلك المزيج من الحنين والندم، والشعور بأننا خذلنا أنفسنا بتأجيل شيء كان يمكن أن يغير حياتنا.

الأحلام المؤجلة غالبًا ما ترتبط بعوامل خارجة عن إرادتنا: التزامات مادية، ظروف عائلية، أو حتى خوف من الفشل. ومع ذلك، فإن أكبر عائق في كثير من الأحيان هو نحن أنفسنا. نخشى الخطوة الأولى، نخشى أن نكتشف أن الحلم ليس كما تصورناه، أو أن الطريق لتحقيقه قد يكون أصعب مما تخيلنا.

لكن الأهم من ذلك هو أن ندرك أن الأحلام لا تموت ما دمنا نؤمن بها. يمكننا أن نعيد إحياء الحلم المؤجل في أي وقت، مهما كانت الظروف أو العمر. الخطوة الأولى لتحقيقه قد تكون بسيطة: إعادة التفكير فيه، وضع خطة صغيرة، أو حتى مجرد التحدث عنه بصوت عالٍ.

الحلم المؤجل ليس نهاية الطريق، بل بداية جديدة نعيد فيها تعريف أولوياتنا. إن تأجيل الأحلام ليس خطأ، لكن التخلي عنها تمامًا هو ما يجعلنا نشعر بالندم لاحقًا. الأهم أن نعلم أن الوقت المناسب لن يأتي من تلقاء نفسه، بل نحن من نصنعه. الحلم المؤجل يمكن أن يكون قصة نجاح رائعة، إذا تحلينا بالشجاعة لنخطو أولى خطواتنا نحوه.

معلا السلمي

كاتب رأي

معلا علي السلمي

كاتب رأي وإعلامي

تعليق واحد

  1. حروف قلمك تنقلنا الي عالم حقيقي رغم انها احلام وهذا ينم عن كاتب مبدع في تصوير وصياغة المقالة
    شكرا لقلمك المميز
    تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى