كُتاب الرأي

الحج ومزاعم الآفاقين

 

لقد من الله سبحانه وتعالى منذ بدء الخليقة على هذه الارض الطيبة المباركة بالاسلام ، واختار ان تكون مقراً لبيته الكريم ومشاعره الربانية الاسلامية في بكة المكرمة ومنى وعرفة ومزدلفة وبيت رسولنا الكريم في حرمه الشريف بالمدينة المنورة ، هكذا تم الاختيار الرباني من فوق سبع سموات عالية اتت على هذه الرقعة المطهرة من الكرة الارضية فكان بيت الله الحرام مهد ومهبط رسالة نبينا محمد عليه افضل الصلاة والتسليم ، قال تعالى( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ۝ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) آل عمران، بالطبع كانت هذه الرسالة الربانية لاختيار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كخاتم للانبياء والرسل والمشاعر المقدسة في مملكتنا الغالية كمنارة ومهبط وكجهة تتجه لها قلوب ومشاعر وأفئدة المسلمين في اليوم خمس مرات ، وقد أولت حكومات هذه البلاد الطاهرة جل الاهتمام بمكة والمدينة وحرميها الشريفين والمشاعر المقدسة حيث بذلت الغالي والنفيس من اجل تهيئتها لاستقبال ضيوف الرحمن في الحج وفي شهر رمضان المبارك وطوال الاعوام والازمنة بمشيئة الله المتمثل في زيارة الملايين من المسلمين وما يلقونه من تسهيلات من الجهات المعنية في الدولة ، وكذلك من ترحيب مواطني هذا البلد الذين يرون في خدمة ضيوف الرحمن الشرف الكبير الذي لايوازيه شرفاً اخرا ، ولعل توسعات هذه المشاعر والاماكن المقدسة والمصاحبة لتوالي ولاة امر هذه البلاد تعد دليلاً واضحاً ومشرقاً لكل المسلمين في مشارق الارض ومغاربها الذي يتسامى مع اهتمام المملكة وحكوماتها الرشيدة لهذه الاماكن المقدسة ولا يدعي غير ذلك الا جاحداً ومنكرا لهذه الجهود التي تعد الان من اولى اوليات حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهد الامين يحفظهما الله.

لقد أولت الدولة لحج هذا العام جهوداً كبيرة بكافة مؤسساتها لينعم الحاج بالامن والامان خاصة بعد ان حاولت بعض الجهات الحاقدة والفاسدة والعميلة بإستغلال هذه الفريضة للافساد في الارض ليس الا، وفي السياق ذاته وعلى الرغم من عدم التزام بعض الدول بما قررته منظمة المؤتمر الاسلامي التي حددت بأن يكون عدد حجاج كل دولة الف حاج مقابل كل مليون من سكانها، ومع ذلك فقد تجاوزت المملكة وقدرت ظروف بعض الدول وزادت من حصتها في عدد حجاجها بل تغاضت عن الزيادة في بعض الحصص ، ولكنها ومع ذلك التغاضي لم تسلم من بعض الناعقين والأفاقين (دول واشخاص وجهات ) في محاولة لانتقاص من دور المملكة وماتقدمه لضيوف الرحمن وماتقدمه في هذا الشأن بشكل عام للحجاج والمعتمرين وقاصدي بيتي الله الحرام .

وحيث لوحظ في حج هذا العام محاولات قاصرة النظر بل مسيئة للمملكة وجهودها الرامية لتسهيل اعمال الحج مما يسمى بتنظيم الاخوان المفلسون الذي دبج الصور والمقاطع للاسف من دول شقيقة يحظى مواطنيها وحجاجها بإهتمام بالغ ، كما زاد البعض بتصوير انفسهم كأموات في مشعري منى وعرفات متناسين ان الموت قضاءً وقدرا وان هناك الكثير من حجاج العالم يفدون للمملكة وهم كبار في السن واغلبهم مصاب بأمراض مزمنة والسواد الاعظم منهم يحضر وهو يتمنى ان يتوفاه الله في مكة والمدينة، خلاف ماقامت به زمرة خبيثة من خارج الحدود ادعت بأن الحج غير آمن وهم يعيشون بين اظهري الكافرين الذين يؤزونهم ازا ، كل ذلك من اجل الاساءة للمملكة وجهودها الجبارة في خدمة ضيوف الرحمن ، الشاهد هنا ان دولتنا العظمى تقدم هذه الخدمات ولاتنتظر من العملاء والآفاقين شهادة وحتى من الدول التي تحاول ان تستغل فريضة الحج وتسييسها من اجل تسويق بضاعتها الفاسدة التي لم تلقى رواجاً لها الا لدى اذنابها ولاعقي احذيتهم وبساطيرهم وهم ( المجوس الايرانيين)،، ولكنها ولله الحمد ( اي تلك الزمر الخبيثة) وجدت رجالاً عاهدوا الله سبحانه وتعالى على حماية مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة وكل شبر وزاوية من ارض المملكة حتى ومن كل تحت حجرٍ في حدودها والتراب الذي فوق ذلك الحجر او تحته يبذل فيه هؤلاء الرجال الاشاوس الابطال حماية برنا وبحرنا وجونا ودولتنا عظمى بهم وبقيادتنا الرشيدة فاللهم احفظ دولتنا وولاة امرنا وحكومتنا الرشيدة،، اللهم امين.

اللواء م / محمد سعد الربيعي
كاتب صحفي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى