التعليم بين الماضي والتطوير الحاضر والمستقبل في المملكة العربية السعودية

ناصر آل عون
التعليم بين الماضي والتطوير الحاضر والمستقبل في المملكة العربية السعودية
المقدمة:
يُعتبر التعليم من الركائز الأساسية لتقدم أي أمة وازدهارها. وفي المملكة العربية السعودية، مرّ التعليم بتحولات جوهرية عكست رؤية الدولة الطموحة لبناء مجتمع معرفي منافس عالميًا. ما بين الماضي التقليدي والحاضر المتطور، تتطلع المملكة نحو مستقبل تعليمي يواكب التغيرات العالمية ويحقق تطلعات رؤية 2030.
أولًا: التعليم في الماضي
شهد التعليم في بداياته في المملكة نمطًا تقليديًا بسيطًا، حيث:
**الكتاتيب والمساجد كانت المصدر الرئيسي للتعليم، وتركزت المواد على حفظ القرآن الكريم، والقراءة والكتابة، وبعض المبادئ الدينية.
- قلة المدارس والمعلمين، مما جعل فرص التعليم محدودة ومقتصرة على الذكور في أغلب الأحيان.
- ضعف البنية التحتية التعليمية، حيث كانت المدارس في بداياتها تفتقر إلى التجهيزات الأساسية والمعينات التعليمية الحديثة.
ورغم بساطة الإمكانيات، إلا أن تلك المرحلة وضعت الأساس للنهضة التعليمية التي تلتها.
ثانيًا: التعليم في الحاضر
في العقود الأخيرة، شهد قطاع التعليم نقلة نوعية شاملة من حيث الكم والكيف، وتشمل أبرز ملامح التعليم الحديث في المملكة:
1. التوسع الجغرافي والمؤسسي:
*انتشار المدارس والجامعات في جميع مناطق المملكة.
*تأسيس جامعات عالمية مثل جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، وجامعة الملك سعود.
2. تطوير المناهج:
*تحديث المناهج لتشمل مهارات التفكير الناقد، وحل المشكلات، والتقنية.
*إدخال مواد جديدة كمهارات الحياة، والبرمجة، والذكاء الاصطناعي في التعليم العام.
3. التحول الرقمي:
*استخدام التكنولوجيا والمنصات الرقمية مثل “مدرستي” و”عين” لدعم التعلم عن بعد.
*تطوير البنية التحتية للاتصال بالإنترنت في المدارس.
4. تمكين المرأة:
*فتح مجالات أوسع لتعليم الفتيات وتوليهن مناصب قيادية في القطاع التعليمي.
*مشاركة فعالة للمرأة كمعلمة وطالبة وباحثة.
ثالثًا: التعليم في المستقبل (وفق رؤية 2030)
تسعى المملكة من خلال رؤية 2030 إلى إعادة تشكيل مستقبل التعليم بما يتماشى مع متطلبات العصر وسوق العمل، ومن أبرز ملامحه:.
1. التعليم القائم على المهارات:
*التركيز على المهارات التقنية، والريادة، والذكاء الاصطناعي.
*إدخال برامج تدريبية متخصصة لطلاب المدارس والجامعات.
2. جودة التعليم:
*رفع كفاءة المعلمين من خلال برامج تأهيل وتدريب مستمر.
*تبني معايير عالمية في التقييم والقياس.
3. التعليم المدمج والشخصي:
*الجمع بين التعليم الحضوري والإلكتروني لتوفير تجربة تعليمية مرنة.
*تصميم مسارات تعليمية تناسب احتياجات الطلاب وقدراتهم.
4. البحث العلمي والابتكار:
*دعم مراكز الأبحاث وتوجيهها نحو خدمة الاقتصاد الوطني.
*تشجيع طلاب الجامعات على الإبداع والاختراع وربطهم بسوق العمل.
الخاتمة:
رحلة التعليم في المملكة العربية السعودية تعكس إصرار الدولة على بناء جيل متعلم، واعٍ، ومبدع. ومن خلال التطوير المستمر، والتخطيط الاستراتيجي، والدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة، تسير المملكة بخطى ثابتة نحو مستقبل تعليمي مشرق يعزز من مكانتها بين دول العالم المتقدمة.
كاتب رأي وإعلامي