*”إنك لا تجني من الشوك العنب*

ابو حماد ناصر الانصاري المليباري
*”إنك لا تجني من الشوك العنب*
في زمنٍ تتسارع فيه الأيام، وتزحف فيه اللحظات دون أن نشعر، بدأنا ننسى الحقيقة البسيطة التي لا تتغير,
النجاح لا يأتي من فراغ, لا تأتي الثمار إلا من الأرض التي عُملت عليها، ولا ينجح المرء إذا اكتفى بالمراقبة ولم يشارك في بناء الطريق.
العديد منا يعيش في عالم من التوقعات، عالم حيث ننتظر أن تأتي النتائج دون أن نبذل الجهد اللازم لها. نعيش في عصر يمكن فيه لعدد من النقرات أو إعلانات مغرية أن تُعطي انطباعًا خاطئًا بأنّ النجاح بات على بعد خطوة واحدة. لكن الحقيقة، هي أن التوقعات التي تبنى على الأوهام والكسل لا تؤدي إلا إلى خيبة أمل.
هل سبق لك أن فكرت في الأمر ببساطة؟
كيف يمكن أن تزرع بذورًا من الكسل ثم تنتظر حصادًا من التفوق؟ كيف تنتظر الثمر من الشوك؟
الأمر كما لو أنك تركت الأرض جافة، وتركت الأشجار بلا رعاية، ثم انتظرت أن تنمو وتثمر. بل إنك قد تجد نفسك في النهاية تحصد المزيد من الأشواك التي لا نفع لها.
هناك من يظن أن “النجاح” سيأتي من لا شيء، وأن الطريق إلى المجد سيكون مفروشًا بالورود دون تعب. لكن الحقيقة أكبر من ذلك بكثير.
النجاح، أياً كان نوعه، هو حصاد جهد طويل، هو عمل صادق، هو اجتهاد مستمر. لا يمكن أن ننتظر العنب من الأرض التي لم نزرع فيها شيئًا. لا يمكن أن نجنّي الثمار من الشوك.
هذه هي الحقيقة التي يذكرها لنا هذا المثل البسيط، لكنه قوي جدًا في معناه:
“إنك لا تجني من الشوك العنب.”
كل لحظة ضائعة هي فرصة مهدورة، وكل ساعة نضيعها في التفاهات هي خطوة إلى الوراء.
لذلك، يجب أن نتعلم أن الجهد والعمل هما السبيل الوحيد لتحقيق ما نطمح إليه.
إذا كنت قد زرعت في حياتك بذور الجهد والعزيمة، فاعلم أن الثمار قادمة، حتى وإن تأخرت.
لكن إذا كنت تأمل أن يجنيك العالم عنبًا وأنت لم تزرع شيئًا، فستظل في مكانك، تراقب الآخرين وهم يحققون ما حلمت به.
والآن، اسأل نفسك:
هل ما تفعله اليوم سيساعدك على الحصاد غدًا في الدارين؟
كاتب رأي