ما أكثر المتطفلين في هذا الزمان!

✍️ الكاتبة / سلامة المالكي
في كل زمان ومكان، نجد ظاهرة المتطفلين، ولكن يبدو أن في زماننا هذا قد ازدادت هذه الظاهرة بشكل كبير ولافت المتطفل هو ذلك الشخص الذي يتدخل فيما لا يعنيه ويقتحم خصوصيات الآخرين دون أي دعوة أو حاجة. يتنقل بين الأحاديث والمواقف كالفراشة بين الأزهار، ولكن مع فارق كبير؛ الفراشة تنشر الجمال، بينما المتطفل ينشر الفوضى والانزعاج.
أسباب ازدياد عدد المتطفلين في هذا الزمان تعود إلى عدة عوامل. من أهم هذه العوامل هو التطور التكنولوجي وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي سهلت على الكثير التطفل على حياة الآخرين. فالأخبار الشخصية، الصور، والتحديثات باتت متاحة للجميع بضغطة زر، مما يغري المتطفلين بالتدخل والتعليق والنقد- دون وجه حق-. وأصبح من السهل جدا لأي شخص أن يتابع أخبارك اليومية، ويعرف تفاصيل حياتك الشخصية، ويشارك برأيه فيها، سواء كان ذلك مرغوبا فيه أم لا.
إضافة إلى ذلك، يوجد أيضا عامل الفضول البشري الذي يعد من الصفات الطبيعية لدى الإنسان، ولكن عندما يزيد عن حده يتحول إلى تطفل. الفضولية أصبحت سمة ملحوظة في هذا العصر، فنجد الكثير يقضون أوقاتهم في تتبع أخبار الآخرين ومعرفة أسرارهم دون أن يكون لهم علاقة مباشرة بهم أو حاجة حقيقية لهذه المعلومات. ويرجع ذلك إلى أن الفضول المفرط بات يشبع لديهم نوع من التسلية أو الهروب من مشكلاتهم الشخصية.
ولا ننسى أيضا أن بعض المتطفلين يكونون دافعهم هو الشعور بالنقص أو الرغبة في السيطرة. فهناك من يعتقد أن معرفته لتفاصيل حياة الآخرين تمكنه من التحكم فيهم أو تحقيرهم أو إظهار تفوقه عليهم. وهذا يعكس ضيق أفق وفقر في الثقة بالنفس.
ومن هنا، يجب أن نتعلم كيف نضع الحدود مع المتطفلين وأن نكون واضحين في تعاملنا معهم. عدم السماح للمتطفلين بالتدخل في حياتنا يعتبر من الأمور الأساسية التي يجب أن نحرص عليها، ومن المهم أيضا أن نكون حذرين في مشاركة المعلومات الشخصية عبر الإنترنت أو في الأحاديث العامة.
وفي النهاية، فإن أفضل طريقة للتعامل مع المتطفلين هي الحزم والوضوح، مع الحفاظ على هدوء الأعصاب واللباقة. كما ينبغي أن نعي أن هؤلاء الأشخاص غالبا ما يفتقرون إلى الاهتمام الكافي بحياتهم الشخصية، ولذلك يسعون لتعويض هذا النقص بالتدخل في حياة الآخرين. لنحاول أن نكون أكثر حكمة ونتجنب أن نكون مثلهم، وأن نركز على حياتنا الخاصة وأهدافنا بدلا عن الانشغال بأمور لا تعنينا.
كاتبة و مؤلفة
بل انا المحظوظة اني بين نخبة من أصحاب الفكر والعلم والثقافية
إبداااع👍 من حسن الحظ وجودك في صحيفتنا ككاتبة متميزة ،👏👏👏
لافض فوك💕