كُتاب الرأي

مع بائع الورود

 

أزور بشكل مستمر وفي نهاية كل شهر – طبعاً مع نزول الراتب- محلات بيع الزهور والورود وأقف على تلك اللوحات الطبيعية والجمال الطبيعي في عالم الورود والزهور ، وخصوصاً تلك الزهور والورود الطبيعية ، والتي تصل بصورة شبه يومية كما يقول أصحاب المحلات إلى محلاتهم .

وعندما أقترب من تلك الباقات الوردية وأسأل العامل أو الموظف عن الأقطار والبلدان التي تشتهر بهذه الورود أو تلك ! وعن الدول التي يتم استيراد هذه النفائس منها ، يقول لي :
هذه من هولندا ، وتلك من كينيا ، وهذه من نيوزلندا وهكذا بقية الورود والزهور .

وللمشاهد أن يشاهد تلك الروح الجميلة والرائعة التي يستقبل بها عمال هذه المحلات الجديد من كراتين الزهور والورود القادمة كما يقولون من عدة دول مختلفة كبعض دول أروربا وبعض دول قارة إفريقيا مثل هولندا والسويد وجمهورية مصر العربية ودولة كينيا والتي تتميز بأنواع خاصة من هذه الزهور والورود .

كذلك استقبال العمال والعاملين في تلك المحلات للزوار ومن يرغبون بالشراء من تلك الباقات والطاقات الجميلة والتي تناسب كل المناسبات الأسرية الاجتماعية والوطنية كذلك .

هناك بعض محلات الزهور والورود يغلب عليها التنظيم الجميل والترتيب الرائع ؛ فالزوار لها مع أطفالهم يشعرون بأنهم في حدائق وبساتين من الزهور والورود النفيس ، وتشبع تلك الزيارات لهذه

المحلات الاحتياجات الجمالية والإنسانية لدى الأسرة الكريمة والعائلة الحبيبة عامة ولدى الأطفال الصغار خاصة.

حديث الآباء والأمهات مع الأطفال عن الفرق بين الزهور والورود الطبيعية الجميلة والصناعية المنتجة حديث جميل وشيق ويصنع شخصية الأطفال في الجوانب والمجالات المعنوية الجمالية ويرتقي بهم وبأذواقهم ، لا شك في ذلك ، وينمي فيهم الحس والإحساس بالجمال الطبيعي .
وكلما جعل الآباء والأمهات والمربين والمربيات الجانب الجمالي من جوانب التربية والتنشئة الطبيعية السليمة للأطفال كلما ظهر ذلك تربيتهم وتهذيبهم وتعليمهم وسلوكياتهم.

و قفت أمام طابور الزهور والورود في أحد المحلات فقال البائع : كيف أخدمكم ؟ فقلت: أريد هدية للزوجة خاصة؟! فقال البائع : تريدها لمناسبة محددة أم عامة ؟ قلت : هكذا وهكذا! قال البائع: تريد مجموعة من الورود تجمع بين أكثر من مناسبة ؟ قلت : نعم ؛ يبدو أنك خبير أو معلم زهور وورود كبير !

فقال البائع: الناس يستقبلون محلات الزهور والورود تلبية لمناسباتهم الأسرية الاجتماعية كالزواج وعقد القران ومناسبة النجاح والتخرج عند الأولاد وكذلك الترقية أو حصول بعضهم على الوظيفه، ونحن نلبي لهم تلك الرغبات .

ثم أضافة وهناك مناسبات الصلح والمصالحة بين الزوجين الكريمين أو الأسر الكريمة والعوائل الحبيبة؛ يكثر الطلب على الزهور والورود، وحتى المناسبات الوطنية الكبيرة كاليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، ويوم التأسيس ، وذكرى البيعة ، ويوم العلم كلها يطلب الناس الكميات الكبيرة من باقات الزهور والورود.

قلت : إذن أنتم تختارون للناس ما يريدون من الزهور والورود ؟!

قال البائع: لا لا ، نحن لا نختار لهم ما يريدون وإنما نعرف منهم المناسبة ونحاول مساعدتهم في الاختيار الأفضل والأحسن للمناسبة

قلت للبائع : كيف ذلك ؟ أشرح لي الطريقة هذه ؟!

قال : الناس – يا سيدي – أذواق وألوان مختلفة ومتباينة
مثل هذه الزهور والورود الطبيعية المختلفة والمتباينة:

أولاً: أصحاب الذوق الجمالي النفيس العالي :

وهؤلاء يعرفون ويفهمون ويتذوقون الجمال في الورود والزهور ، لديهم مناسباتهم ، يأتون إلينا أو يتواصلون معنا وقد حددوا باقات الزهور والورود والطريقة المثلى عندهم في ترتيب وتوزيع الورود والزهور ، وهؤلاء مريحون لنا ، جاهزون في مادياً ومعنوياً !

وقد يأتي بعضهم بقوائم محددة لما يريدون قليلا أم كثيرا ، ولا يطلبون منا التدخل إلا في الترتيب والتنسيق وأغلب هؤلاء من النساء الطالبات في المدارس والجامعات والموظفات العاملات وبعض الأمهات وبعض الآباء والموظفين.

ثانياً: أصحاب الذوق الجمالي الوسط :
وهم من يحددوا المناسبة أو الهدف من طاقات وباقات الزهور والورود الطبيعية أو الصناعية ويقولون لنا كعمال في المحل نحن لا نستغني عن إضافاتكم وإبداعاتكم ! فنحن نشارك هؤلاء فيما يريدون لتظهر الزهور والورود في أجمل حلة ومظهر.

ثالثاً: أصحاب الذوق الجمالي العادي :
قد يكونون أول مرة يدخلون محلات الزهور والورود الطبيعية ، فهم يقولون لنا : لدينا مناسبة كذا اختاروا لنا ما يناسب هذه المناسبة من باقات الزهور والورود الطبيعية.
وهؤلاء أغلب الرجال رغم ما يبدوا عليهم من المكانة والوجاهة ، والقدرة المادية العالية .
هكذا الناس في فهمهم للزهور والورود الطبيعية فهم أذواق وألوان .

وحقيقة الزهور والورود الطبيعية الجميلة في نفوس وعقول وقلوب النساء وبعض الرجال ؛ هي رمز من رموز الحياة الجميلة ، رمز من رموز المحبة والمودة، رمز من رموز الشكر والتقدير والإحترام رمز من رموز الوفاء والصدق ، وكامل الحفاوة .

لذلك دعوة لزيارة محلات الورود والزهور مرة أو مرتين في الشهر الواحد وشراء طاقة من الورود الجميلة الرائعة وإهدائها للزوج أو للزوجة فهي عربون المحبة والمودة والوفاء وتجديد حياة جديدة وجميلة بين الزوجين الكريمين.

المصلح والمستشار الأسري
د. سالم بن رزيق بن عوض.

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى