كُتاب الرأي

الشخصية( المفهوم الأهمية )

الشخصية( المفهوم الأهمية )

يعتني علم النفس وعلم الاجتماع عناية كبيرة بالإنسان من حيث الإهتمام بتحديد صفات وسمات النفس السليمة الصحيحة وأثرها في الحياة وسمات وصفات النفس المعتلّة المريضة وأثر ذلك عليها نفسها وعلى المجمتع من الناس إذا تركت دون تدخل علاجي ودون جهود كبيرة في إعادتها إلى حياتها ودنياها الطبيعية السليمة.

ويكثر الحديث عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن السمات والصفات العامة للشخصية الصحيحة السليمة والتي تقوم بجميع ادوارها ومسؤولياتها على خير قيام ، وتكون اللبنة الفاعلة في الأسرة والمجمتع وتسعى جاهدة إلى الإضافة والزيادة والتميز والإبداع.

ونكاد نقرأ الكثير من المعلومات والمعارف الصحيحة السليمة والتي قد تفيد بعضهم ، وكذلك هناك الكثير أيضاً من المعلومات والمعارف الخاطئة أو يغلب عليها الخطأ في التعريف والإسترسال فيه .

ومما يساهم في البناء المعرفي والمعلوماتي لدى الناس هو كثرة الكتابة والحديث والتأليف والتسجيل عن الموضوعات التي تهم الناس كثيرا ، وسوف تثري لديهم الفضول المعرفي العقلي عند الإطلاع عليها مهما أختلف المكان وتعاقب الزمان .
مفهوم الشخصية :
تعرف الموسوعة الحرة الشخصية بأنها :
الشخصية (بالإنجليزية: “Personality”) هي مزيج محدد خاص من نماذج العاطفة وأنماط الاستجابة والسلوك للفرد .
ويرى بعضهم أنها : مجموعة متكاملة من الاستعدادات العقلية والجسدية والانفعالية الدافعية التي تساعد الأفراد على حسن التعامل مع أنفسهم ومع الناس والطبيعة .

فالشخصية : هي مجموعة الخصائص الصفات والسمات التي تظهر على الأفراد عند المرور على المؤثرات الداخلية والخارجية وكيفية الاستجابة لها والحرص على الإتزان والتوازن في تلك الاستجابات.

إن الإتزان والتوازن بين متطلبات الفرد ومتطلبات المجتمع ومحاولة التعامل والتفاعل الإيجابي مع المواقف المختلفة والمتباينة وتحقيق الأهداف والمقاصد من الحياة .

إن الصحة العقلية والجسدية والانفعالية والصحة النفسية المشاعرية والقيام بالواجبات المطلوبة تجاه الفرد نفسه وتجاه المجتمع والإيجابية في مواقف الحياة المختلفة والمتباينة هو العنوان الرئيس للشخصية الصحيحة السليمة.

لذلك كان على الفرد السوي القيام بالفرائض والواجبات عليه تجاه نفسه وأهله وأسرته ومجتمعه وعوالمه الخارجية وأن يشعر بالإنتماء والحب والمحبة للأفراد الآخرين .

ويعد الإستعداد الفطري والتربية الأسرية الاجتماعية والتعليم والتنشئة وكذلك دور العبادة والإعلام من أسس وأصول تكوين الشخصية ، ولكل مصدر أو مجال من مجالات التمكين والتشكيل الأثر الكبير في صياغة وصناعة هذه الشخصية أو تلك !
وتبقى روافد المستوى الإقتصادي والاجتماعي والعلمي من الروافد المهمة في بلورة الشخصية من الناحية الإيجابية والتفاؤلية أو السلبية السوداوية.

وللتعرف على الشخصية أهمية :

أولاً: من خلال التعرف على مفهوم الشخصية وأنماطها يستطيع الإنسان أن يتعرف على نفسه ، وما هي الأنماط التي تدرج فيها ؟ وكيفية التعامل معها في مواقف الحياة المختلفة والمتباينة.

ثانياً: التعرف من خلال القراءة والإطلاع والتدريب على أنماط الناس وكيفية التعامل مع كل نمط من الأنماط؟ وسهولة التعامل معها.

ثالثاً: كيفية التعامل مع الزوجة أو الزوج عند التعرف على نمطه أو نمطها ؟ وكيفية تقبل الزوجين الكريمين لبعضهما والتكيف والقبول؟.

رابعاً: سهولة التعامل مع الناس في العمل وفي الأسرة الكريمة والعائلة الحبيبة وكذلك في مرافق المجتمع .

خامساً: سرعة إنجاز الأعمال والمهام والمسؤوليات عند إسنادها وتكليف الإنسان المناسب للعمل .
سادساً: على مستوى الأولاد في الأسرة الكريمة يستطيع المربي الآباء والأمهات مساعدة أولادهم في توظيف شخصياتهم فيما عليهم بالنفع والفائدة في الدنيا والآخرة.

سابعاً: يسهل على الإنسان إذا تعرف على نمط شخصيته أن يتفاعل معها في التحسين والتطوير والبناء والدعم والمساندة والتحفيز والتشجيع الإيجابي.

ثامناً: يسهل على الآباء والأمهات والمربين والمربيات سرعة اكتشاف أنماط شخصيات أولادهم ومن يقومون بالتربية والتنشئة والتعليم والتقويم والتهذيب لهم ؛ وكذلك سهولة التعامل معهم ومع متطلباتهم الحياتية المختلفة.

تاسعاً: لا توجد الشخصية السحرية المثالية التي تملك جميع الصفات والسمات والكمالات البشرية السليمة والجميلة بالنسبة الكاملة ، بل نسب وتناسب بين كل شخصية وأخرى ، وما تتميز به هذه عن هذا ! أو ذاك عن تلك ! ونسب الكمال الإنساني الفطري السليم يتفاوت بين جميع البشر .

عاشراً: الأصل الأصيل في وجود الناس مع بعضهم بعضاً هو للتعارف والتعاون والتعايش والتكامل والتوازن فيما بينهم ، حتى يكونون إخوة احبة يختلفون ليتكاملون فيتعاونون على النجاح في جوانب ومجالات الحياة المختلفة.

وبذلك يعطون للحياة الطبيعية الجميلة ألوانها الطبيعية الجميلة كما تكتمل صورة السماء الجميلة جمال البحار والمحيطات وكما تلألأ النجوم والمجرات في مسطحات الأرض الخضراء أو البيضاء الداكنة السواداء في الصحراء والجبال الرواسي والقارة المتجمدة الشمالية أو الجنوبية في تناغم وتلاحم وتناسق وتكامل عجيب ! وهذا ما يُعرّف عنه بالجمال الطبيعي .

المصلح والمستشار الأسري
د. سالم بن رزيق بن عوض.

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى