كُتاب الرأي

الإفطار الصحي لطلبة المدارس

 

يعد الإفطار الصحي للطلبة في المدارس من الأمور المهمة التي يجب التنبه لها ، لما لها من أثر بالغ في تحصيل الطلبة وتحسين صحتهم العامة
بل إنه يعكس الواقع الاجتماعي والاقتصادي الذي يعيشه الطلاب وعائلاتهم؛ فكثير من الطلاب، -خصوصا- في المناطق النائية، يعانون من عدم توفر وجبة إفطار متكاملة قبل الذهاب إلى المدرسة. هذا النقص في التغذية الصباحية سيؤثر سلباً على تركيزهم ومستوى أدائهم التعليمي، حيث تعتبر وجبة الإفطار مصدرًا مهمًا للطاقة التي يحتاجها العقل والجسم لبدء يوم دراسي بنشاط وحيوية.
الواقع المرير يكمن في أن بعض المدارس، رغم إدراكها لأهمية هذه الوجبة، لا تقدم وجبات إفطار للطلاب بسبب نقص الموارد أو السياسات التربوية غير الكافية. وفي بعض الأحيان، حتى عندما تكون هناك وجبة مقدمة، قد تكون هذه الوجبة غير متوازنة أو ذات جودة منخفضة، مما لا يسهم بشكل فعال في تحسين الأداء الصحي والعقلي للطلاب.
حل هذه المشكلة يتطلب جهدًا مشتركًا من المجتمع، الأسرة، والمدارس نفسها.
ومن الممكن أن تلعب المبادرات المجتمعية، مثل برامج الإفطار المجانية أو المدعومة، دورا فاعلًا في سد هذا النقص. كذلك، يجب أن تكون هناك سياسات تعليمية وصحية واضحة وذات معايير عالية في الجودة تضمن تلقي جميع الطلاب وجبة إفطار صحية ومغذية كجزء من روتينهم المدرسي اليومي.

المقاصف المدرسية تهدف -في كثير من الأحيان- إلى تحقيق أرباح مادية، مما جعلها تقدم خيارات غذائية غير صحية تعتمد على الأغذية السريعة والمصنعة، التي غالبا ما تكون غنية بالدهون والسكر ، بل وقليلة القيمة الغذائية.
هذا النهج لا يخدم المصلحة الصحية للطلاب ويؤدي في غالب الأحيان إلى مشكلات صحية مزمنة مثل السمنة، نقص التغذية، وضعف الأداء التعليمي والإصابة بداء السكري.

لحل هذه المشكلة، يمكن التفكير في عدة حلول:
1. وضع سياسات تنظيمية صارمة يمكن للجهات المسؤولة عن التعليم والصحة وضع سياسات تلزم المقاصف المدرسية بتقديم خيارات غذائية صحية ومتوازنة. هذه السياسات قد تشمل فرض قيود على بيع المنتجات غير الصحية وتشجيع بيع الفواكه والخضراوات والوجبات المتوازنة والصحية.
2. التثقيف الغذائي: من المهم أن يتم تعزيز التوعية لدى الطلاب وأولياء الأمور حول أهمية تناول غذاء صحي ومتوازن. إدراج برامج تثقيف غذائي في المناهج الدراسية يمكن أن يساعد الطلاب على فهم تأثير الطعام على صحتهم وأدائهم التعليمي.
3. تشجيع الشراكات المجتمعية: يمكن تشجيع الشراكات بين المدارس والمنظمات الصحية أو شركات الأغذية التي تهتم بالتغذية الصحية لتوفير وجبات إفطار صحية بتكلفة منخفضة أو مجانية. هذه المبادرات يمكن أن تقلل من العبء المالي على المدارس وتعزز من صحة الطلاب الجسدية والعقلية.
4. إشراك أولياء الأمور: دور أولياء الأمور مهم في مراقبة ما يتناوله أطفالهم في المدرسة. من خلال التواصل المستمر مع المدرسة والمشاركة في القرارات المتعلقة بالمقاصف، يمكن لأولياء الأمور أن يكونوا جزءا من الحل.
5. تشجيع المبادرات الذاتية: بعض المدارس قد تقوم بمبادرات ذاتية لتوفير وجبات إفطار صحية من خلال تخصيص جزء من أرباح المقصف لدعم برنامج تغذية صحية وخاصة الأطفال المصابين بعض الأمراض كالسكري.

من خلال هذه الحلول، يمكن تحسين جودة الأغذية المقدمة في المقاصف المدرسية، مع تحقيق توازن بين الربحية وتوفير وجبات إفطار صحية للطلاب…

الكاتبة / سلامة المالكي

سلامة بنت محمد المالكي

كاتبة وإعلامية وشاعرة وقاصة ومؤلفة

تعليق واحد

  1. الكاتبة والشاعرة المبدعة سلامة المالكي من خلال خبرة ميدانية تربوية تطرح من خلال هذا المقال موضوع من أهم المواضيع التي شغلت الوسط التربوي ولازالت تعد من القضايا المهمة في غياب وجبة إفطار صحي تعود بالنفع على الطلاب والطالبات ومع غياب واضحة للمعايير الصحية والبيئة المدرسة واستغلال الشركات وبعض المؤسسات لتشغيل المقاصف المدرسية بطريقة لا تتوفر فيها أدنى شروط السلامة وتعرض سلامة الطلاب والطالبات للخطر لهذا نجد بنية هذه الشريحة العمرية لاتتلاءم مع الاشتراطات الصحية والموضوع يطول شرحه لما يحتوي عليه من مظاهر سلبية واضحة فشكرا للكاتبة على تناول هذه القضية التي تتعلق بصحة أبنائنا وبناتنا وتؤثر بشكل مباشر على التحصيل الدراسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى