التعليم والحلول الجذرية

بقلم د / خالد الفريدي
يعود ابناءنا الطلاب إلى محاضن التعليم التي تُعِّدُ الأجيال الحاضرة للمستقبل وتُعِّدُ رجالاً يرفعون هذا الوطن الغالي المملكة العربية السعودية على سواعدهم ليتباهوا بهِ بين الأمم .
التعليم وما ادراك ما التعليم في كل عام تأتي التقارير الصحفية والبرامج الإخبارية عن استعداد الوزارة الاستعداد التام لبداية العام الدراسي الجديد من حيث وصول الكتبِ المدرسية للمدارس في الوقت المناسب ومن حيث اكتمال الكادر التعليمي في المدرسة ومن حيث نظافة المباني وجاهزيتها للدراسة ولكن مثلَ كلِ عام نتفاجأ بعدم صحة هذه التقارير الصحفية والإخبارية والتي تركزُ على مدارس معينة يزورها المسئولُ والإعلامُ المرئي وغيرها من وسائل الإعلام الأخرى ولكن غالبية المدارس تتأخر فيها نظافة المباني والصيانة حتى يحضر فيها الطلاب إلى المدرسة فيكره الطالب المدرسة ولا تمثل له مكاناً مريحاً للدراسة فتجدهُ يخرج من الفصول بحجة عدم نظافتها وعدم جاهزيتها وكذلك عدمُ جاهزية المرافق الأخرى في المباني المدرسية للإستخدام كصالات الرياضة والملاعب والمعامل وقاعات الأنشطة هل هذا بسبب تقصير الحكومة كلا بل هو تقصير في إدارة المرافق فالحكومة الرشيدة اعزها الله لم تدخر جهداً ولا مالاً إلا وبذلته في خدمة ابناء هذا الوطن الطاهر ولكن سوء الإدارة والبرقراطية الفجة في أداء الإدرات سواءً على مستوى ادارة التعليم أو على مستوى ادارات المكاتب أو على مستوى إدارات المدارس فكل إدارة تريد رمي المسئولية على الادارة التي تحتها وتتنصل من مسؤولياتها فالمفترض تشكيلُ لجان قبل بداية كل عام بوقتٍ كافي لمتابعة تجهيز المدارس معاينةً لا عبرَ الاتصال أو إرسال التعاميم اللازمة لهذا الموضوع فقط والتي لا تسمن ولا تغني من جوع بل يجب إسناد نظافة المدارس لشركات أو مؤسسات تقوم بالنظافة فعلياً وليس قيام بعض العمالة المتفرقة هنا أو هناك بالنظافة الشكلية للمدارس برش الماء فقط دون استخدام ادوات التنظيف لجعل مدارسنا أكثر نظافة وصحةً لأبناءنا الطلاب .
فالتعليم مسئوليةٌ جماعية مسئولية الوزارة وإدارات التعليم والمكاتب والمدارس ادارةً ومعلمين وأولياء الأمور والطلاب فهي مسئولية مجتمعية .
في الأونة الأخير تم ملاحظة ضم بعض المدارس مع بعض في مبنى واحد وفيه عدةُ مراحل ابتدائية ومتوسطة وثانوية تحت ادرةٍ واحدة ولا شك هذا القرار لعل فيه إجابيات فقط يفهمها المسئول الذي اتخذ هذا القرار ولكن فيه سلبيات على الطلاب فالتكدس بهذا الطريقة فيه خطرٌ كبير على الطلاب في المرحلة الأقل كالابتدائية والذين يختلطون بطلاب المرحلةِ الأعلى كالمتوسطة والثانوية فلو لم يوجد إلا هذه السلبية لكفتها وخصوصاً أن قفل الممرات بين المدارس التي تجتمع في مبنى واحد بسبب اشتراطاتُ الأمنِ والسلامة التي يصدرها الدفاع المدني من أجل خطةِ إخلاء المبنى في حالة حدوث حريق أو مكروه لا قدر الله فاشتراطاتُ الأمن والسلامة في المباني من مسئوليات الدفاع المدني وهذا لا تثريب عليه ولكن المأخذ على اتخذ هذا القرار لأنه فكر فقط في أمرٍ معين يخصُ تخفيض التكاليف على الإدارات ولكن لم ينظر لكثيرٍ من السلبيات التي قد تؤثر على ابناءنا الطلاب وعلى العملية التعليمية برمتها .
إنَّ عين الصحفي الناقد وكذلك الصحافةُ الناقدة هي العينُ التي يبصرُ بها المسئول فتجعلهُ ينظرُ من خلالها لمجتمعهِ وأبناءِ مجتمعه بنظرةٍ أكثر شمولاً وعمقاً لهمومِ المواطن واحتياجاته .
كاتب و اكاديمي و امام و خطيب